المستشارة تهاني الجبالي لـGololy: هذا أكبر خطأ وقع فيه شباب الثورة.. والحكومة ضعيفة مقارنة بالسيسي
المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية السابق، من أكثر الشخصيات العامة في مصر التي أثير حولها الجدل بسبب مواقفها السياسية في فترة تولي الرئيس المعزول محمد مرسي. وما زالت هي المرأة المصرية التي احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر.
Gololy التقى المستشارة تهاني الجبالي التي كشفت رأيها في إمكانية أن تستعيد مصر مكانتها التاريخية والحضارية، والواقع الذي تقف عليه طبيعة الشأن المصري وباحتمالية حدوث تدخل عسكري من أجل حسم النزاع على حلايب وشلاتين.
كما تتحدث خلال الحوار عن أكبر خطأ وقع فيه الكثير من شباب الثورة، وطبيعة الدور الذي تؤديه حركة «الدفاع عن الجمهورية» سياسياً، ورؤيتها للاستعدادات للانتخابات البرلمانية.
كيف ترين موضع مصر الآن، وإلى أين تسير الأمور في الشأن المصري؟
مصر ستبقي مصر قلب العالم الجغرافي والريادي وقلب العروبة النابض، مهما حدث لها ومرت به من مراحل خطرة وصعبة، هكذا علمنا التاريخ وجغرافيا الوطن، كما تعرضت البلاد لمشاكل وأخطار كبيرة جداً وبعد الاحتشاد القومي والوطني في أكتوبر 1973م، أمن فلاسفة اليهود ومفكريهم بضرورة عدم حدوث نصر أخر للعرب عليهم، وتجرفت الكثير من الضمانات، التي كانت تشكل هوية الدولة المصرية أدبها وفنونها التاريخ المصري وأثاره الجميلة التي تشوهت كما تعرضت الدولة لحالة من المؤامرة لشل اقتصادها وكيانها بالكامل، والعالم كله يقف على أطراف أصابعه عندما يستشعر رغبة مصرية في النهوض ليتكالب عليها الضباع والذئاب.
هل من الممكن أن تستعيد مصر مكانتها التاريخية والحضارية وريادتها؟
بالطبع فالشعب المصري واعي وكبير ويملك حضارة تعود لـ7 آلاف سنة، ولدينا ثورتين هما الأكبر في التاريخ الحديث ولولا الثورتين المجيدتين لنجحت مخططات القوى الاستعمارية في تقسيم الدول العربية كلها، ولا ننسى أن الشعب المصري يملك تحقيق المستحيلات ويدرك قيمة مقوماته وقيمة نهر النيل والجيش الباسل وأثاره الفرعونية وقناة السويس والزراعة والصناعة وكل تلك المقومات لو توافرت مع الشخصية المصرية يمكنها تحقيق الطفرة والخروج بالدولة من عنق الزجاجة، وهذا رغم أن الدولة محاطة بالأخطار والأطماع العالمية من كل جانب.
ما أكثر خطر يهدد أمن الدول العربية في المرحلة الحالية؟
عدم وجود نظام عربي للدفاع المشترك، ورغم كون تلك الاتفاقية موجودة إلا أنها تبقي نظرية ولم تفعل على الأرض، وعندما استأسدت أمريكا على العالم وعملت على عسكرته ومحاولة تقسيمه للانفراد بمقدراته وثروات شعوبه كان لزاماً على القادة العرب السعي للتوحد في مواجهة الغرب الطاغي والولايات المتحدة بجبروتها وأسلحتها، ويجب أن نقتدي بما فعلته الدول التي تفككت من الاتحاد السوفيتي القديم التي شكلت فيما بينها مواثيق ونظام للدفاع المشترك، ويجب أن نفيق إلى المخططات الغربية التي تتدخل وتبيد وتمهد لمشروعات التقسيم تحت زعم مواجهة القاعدة تارة وداعش تارة أخري، وهم يحاسبون العراق وسوريا على أنها احتضنت داعش لفترة ما، ونسوا أنها تنظيمات من تكوين ونِشأة غربية بحتة لها دور أدته وأصبحت ورقة محترقة.
هل ترين أن هناك احتمالية حدوث تدخل عسكري مصري من أجل حسم النزاع على حلايب وشلاتين؟
حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة لا جدال في هذا، وهي أزمة مفتعلة وجزء من مخطط التفتيت العربي لأن المنطقة العربية مرشحة أن يقام على حدود كل دول عربية مع شقيقتها منطقة للتعاون والتنظيم الاقتصادي، ولعل الصورة التي ظهرت في خلفية لقاء الرئيس السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير، والتي ظهرت في خلفيتها خريطة القطر المصري مكتملة بما فيها حلايب وشلاتين أبلغ رد على المشككين والمتوقعين لحدوث شقاق أو تدخل عسكري مصري من أجل حلايب وشلاتين.
هل هناك فجوة بين أداء الحكومة الحالية وأداء رئيس الجمهورية؟
كل آليات الدولة المصرية تعاني من ضعف شديد وتحتاج لاستنهاض الهمم، وبالفعل الحكومة الحالية تعاني من ضعف في مستوى الأداء بالمقارنة بأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولابد من وجود مهام عمل يحاسب عليها الوزراء ويتحدد بناء عليها مستوى الانجاز والاداء والتقييم، وحجم الانجاز والمعوقات وكيف يمكن تجنبها ونح في حالة حرب ولم تتحول مستوى المهام بما يليق بحالة الحرب التي نعيشها، واحترم جدا طبيعة عمل ودور وزير الاوقاف محمد مختار جمعه في محاولة استرداد الإسلام الوسطي في مصر، وفرضه على المشهد الوطني، ونعاني من غياب شجاعة الاستغناء عن الانفاق على الرفاهية في انفاق المال العام، كما نعاني من الانحلال الفكري وغياب وزائع أخلاقفية ونحتاج ثورة في العملية التعليمية ليس على مستوى الخدمات والإدارات بعكس ما هو ثورة تعليمية فكرية.
ما أكبر خطأ وقع فيه الكثير من شباب الثورة؟
شباب الثورة واعد وجيل يستحق الاحترام استطاع بالاشتراك مع طبقات الشعب وعماله وفلاحيه وجيشه القيسام بثورتين على نظامين وإسقاطهم، ولكن البعض منهم استخدم كزريعة وأداة من أدوات الجيل الرابع من الحروب دون وعي منهم بشكل كامل أنهم ينفذون أجندات خارجية وغربية ولكنهم شباب وطني ومخلص ويجب أن تحتضنهم الدولة وتحسن استخدامهم لصالح رفعة الوطن.
ما الدور الذي تؤديه حركة «الدفاع عن الجمهورية» سياسياً؟
حركة الدفاع عن الجمهورية خرجت يوم 9 يونيو 2013، أثناء حكم تنظيم الإخوان لمصر وخرجت وتحدثت في بيانها التاسيسي أنها خرجت للدفاع عن هوية الدولة الوطنية ومؤسسات الدولة القومية، وعن استرداد مصر لدورها في مواجهة الأخطار المحدقة بها، وهي حركة للتفاعل مع الجماهير والشعب وطبقاته وهي الاقرب من الاحزاب الى الجماهير وقاعدتهم العريضة.
ما أخطر ما يواجه الشأن المصري في المرحلة الحالية؟
الفراغ السياسي، فلا يوجد تنظيمات سياسية وحزبية تعبر عن الشعب المصري بشكل حقيقي، هي متواجدة لمجرد إثبات الفراغ ومعظم الأحزاب كيانات كرتونية وهشة ولا وجود لها حقيقة على أرض الواقع، ولديها تحد كبير إن لم تتجاوزه سيطوي التاريخ صفحتها وستظهر قوى اجتماعية وأحزاب حقيقية، ويظهر أهمية القانون الفكري والثقافي وتشكيل الوعي الذي قامت من أجله الثورة ويجب إعادة النظر في قانون إعادة تشكيل الأحزاب المصرية، ويجب عل ىالحزب الذي يبقي متواجدا أن يكون لديه 50 ألف في 10 محافظات على الاقل وإلا يتم دمجه مع أحزاب أخرى، وليس من المنطقي أن يتواجد ما يسمي تحالف "دعم الشرعية في مواجهة ثورة وإرادة شعب".
أخيراً: كيف ترين الاستعدادت للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
يجب تحضير البيئة التشريعية والبرلمانية والشعبية الملائمة لتنظيم هذه الانتخابات لأن التنظيم لم يعد أمنيا ونجاح تأمين فقط، وليس المهم أن نجري الانتخابات أخر العام أو قبل ذلك ولكن يجب أن تكون في إطار بيئة تشريعية ودستورية سليمة لتكون نزيهة وتعبر عن ارادة تشريعية حقيقية ويجب الانتهاء من مشروع اعادة ترسيم الدوائر وتقسيمها قبل الانتخابات حتى لا يطعن على دستورية هذا المجلس بعد إجرائه ويتم حله.