محسن محيي الدين لـGololy: وفاة النجوم عبرة.. وغياب العدل أنتج «داعش»
حول حقيقة اشتراكه في مسلسل "أوراق التوت"، ومدي تأثر الفن برحيل المخرج يوسف شاهين وآخرين، وتوقعاته للأحكام التي ستنالها قيادات الاخوان بعد الحكم على مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه بالبراءة، والأسباب الفنية والسياسية التي منعته 22 عامًا من الظهور الفني، ورأيه في أسباب ظهور داعش والأفكار المتطرفة على الساحة، أجرى Gololy هذا الحوار مع الفنان المصري محسن محيي الدين.
*بعد مشاركتك في أكثر من عمل رمضان هذا العام هل هناك أعمال فنية مقبلة؟
لا يوجد شيء تم الاستقرار عليه، للاشتراك فيه بشكل فعلي، هناك أعمال لم يتم الانتهاء من التوافق المادي والعملي للمشاركة فيها، خاصة مسلسل "أوراق التوت"، والذي شاع أنني سأشارك فيه فعليا، ولكني أؤكد أن الأمر ما زال في طور المفاوضات مع الجهة المنتجة فيما يتعلق بالماديات، بالإضافة إلى أنني قرأت العديد من السيناريوهات التي رفضتها.
*رحل الكثير من الفنانين والمبدعين في الفترة الماضية كيف ترى خسارة الفن برحيلهم؟
ربنا يرحم الجميع أحياءً وأمواتاً، ولكن للموت فلسفة يجب أن نلتفت إليها قليلا وأن نتعظ به وأن نرى في رحيل هؤلاء الفنانين آية تذكرنا بضرورة أن نكون على استعداد للقاء الله سبحانه وتعالي في كل لحظة ليحاسبنا على أفعالنا، لكون الدنيا فانية والموت قريب من بني آدم ولا يفرق بين كبير وصغير، وللأسف لم نأخذ العبرة والعظة من موت النجوم في كل المجالات ليكون موتهم آية للأحياء ودافع للعمل وليس الانتحار كما شهدنا حوادث فردية في الأيام الاخيرة.
*هل تأثرت برحيل المخرج يوسف شاهين؟
بالطبع حزنت للغاية لكونه قيمة وقامة فنية كبيرة، ولكن يجب ألا تقف الحياة عند رحيل فنانين كبار أمثاله فمصر ولادة وهناك مواهب جديدة تظهر كل يوم تريد من يكتشفها ويقدمها.
*تردد أنك بصدد عمل فيلم سينمائي يتناول "فلسفة الموت عند المسلم"؟
أتمنى أن أكون ذو مقدرة إنتاجية للقيام بأعمال كهذه، ولكن لا يوجد من ينتج أعمال على هذه الشاكلة الإبداعية والفكرية التي تفيد الجمهور، لأن معظم جهات الانتاج تفكر في كيفية استثمار العمل انتاجيا والربح من أعمالها بغض النظر عن كونها أعمال مقاولات أم تضيف فكرياً وثقافياً وفنياً، وبالفعل كتبت أشياء عن قيمة استثمار الطاقات الإيجابية التي وهبها المولى عز وجل للإنسان والتي تعطيه القدرة على الاستمرار في الحياة وتحمل مشاقها ومتاعبها وكيف يستطيع الانسان تحويل سوالب الحياة إلى إيجابيات، وما نشاهده اليوم في حياتنا ونسمع به من جرائم نتاج غياب الدافع الديني في حياتنا فضياع الحقوق وراء ضياع الدين والمجتمع والحضارة.
*كيف ترى ممارسات تنظيم "داعش" في العراق وسوريا وبعض التيارات المتشددة وتهديدها للأمن القومي المصري؟
هذه التنظيمات أتت ونشأت جراء العنف والظلم المتوارث سياسيا وفكريا وحضاريا وعلو أصوات الطبقية في المجتمعات على العدالة الاجتماعية، والمصيبة في فكر هذه التيارات أنها تعتقد أن تفكيرها هو الصواب وما دونها خطأ وكفر ، وكل تلك الافكار المغلوطة نتيجة الاهمال في تربية وتقويم وتنشأة البيت المسلم وأكل حقوق الآخرين بالباطل فامتد العنف والإيذاء وأكل الحقوق من البيوت إلى الطرقات والشوارع والميادين وأصبح سمة مشرعنة وقانونية ويأتون عليها بما يناسبهم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ولكن أقوالهم كلها حرام في حرام.
*بعد الحكم على مبارك ونجليه وحبيب العادلي بالبراءة، هل تتوقع براءة مرسي والإخوان في القضايا المنظورة؟
لا أحب الحديث عن أحكام القضاء لأنها شان قانوني وأنا فنان ولست رجل قانون، وبالتالي مبارك حسابه عند ربه وسيقتص منه الحكم العدل على قدر أفعاله وخطاياه، أما مرسي وقيادات جماعة الاخوان أعتقد أن الأمر يختلف.
*غيابك الفني لـ 22 عاماً مضت كان لأسباب سياسية أم فنية؟
مزيج بين هذا وذاك، ولكني لم أكن غائبا بشكل مطلق، كنت أقدم أشياء تناسب قناعاتي الفنية، وقدمت أعمال كارتون ديني للأطفال ورسوم متحركة عن سنة النبي وعن تربية الطفل المسلم والنشأ وأفلام قصيرة قبل ثورة 25 يناير، وقدمت أفلام ورفضت في عهد حسني مبارك لأسباب سياسية أهمها فيلم "الانتفاضة" الذي كان يناقش قضية ما يحدث مع الشباب المصري، والذي يدفعهم للهجرة إلى إسرائيل.
*ما تفسيرك لموجة أفلام المقاولات التي انتشرت في الفترة الأخيرة؟
شركات الانتاج معذورة، لأن الفترة الماضية كانت صعبة على الجميع، خاصة في عهد الاخوان وتلتها فترة محاولات البناء والحرب على الارهاب وبالتالي فالإنفاق والإنتاج لأفلام تقدم فن حقيقي نوع من "المغامرة"، أما الانفاق على افلام المقاولات والعنف والضرب غير المبرر وغير الموظف فنيا يحقق أرباح وعوائد مادية تغطي تكاليف الانتاج وتحقق أرباح تشجع المنتجين على الاستمرار ونتعشم في وجه الله خيرا بالمرحلة القادمة، وأنا متفائل بالمرحلة المقبلة وحدوث انتعاشة فنية.