«الحوت الأزرق».. لعبة تحصد أرواح المراهقين في الجزائر.. صور
تعيش بعض الأسر في الجزائر مأساة حقيقية، نظرا لما وقع مؤخرا من انتحار 5 مراهقين متأثرين بلعبة "الحوت الأزرق" الإلكترونية، والتي تواصل حصد المزيد من الضحايا، في وقت يزداد عدد الفضوليين لتحدي هذه اللعبة القاتلة، والحالمين بهزيمة هذا "الحوت الخارق" فينتهي بهم المطاف في عيادات الأطباء النفسانيين.
صحيفة "الشروق" الجزائرية، ذكرت أنه خلال نهاية الأسبوع المنصرم، أقدم شاب في الـ22 من عمره على الانتحار شنقا، ببلدية برج البحري في العاصمة، وعند تفتيش هاتفه عثرت العائلة على تطبيق "الحوت الأزرق"، ولم تتأكد بعد الأسباب الحقيقية لانتحاره.
الصحيفة أضافت، أنه تم ضبط صاحب مقهى إنترنت ببلدية "شلغوم العيد" بولاية ميلة، 4 تلاميذ وهم بصدد تطبيق لعبة "الحوت الأزرق"، حيث أخبر الجهات الأمنية، التي ضبطت المعنييّن، ويتعلق الأمر بتلميذيْن 13 سنة وآخر 14 سنة، بالإضافة إلى تلميذ ابتدائي في الثامنة من عمره، والأطفال ظهرت عليهم سلوكيات مشبوهة، من خلال عزل أنفسهم في زاوية من زوايا مقهى الإنترنت.. وحسب مصادر محلية، فقد رسم أحد الأطفال حوتا على ذراعه، وأصبح منطويا على نفسه، والتلاميذ حُولوا إلى مستشفى "هواري بومدين"، لتدهور حالتهم النفسية.
وسجلت في ولاية الأغواط، حالة جديدة بثانوية العربي بن ذهيبة بقلتة سيدي سعد، ضحيتها تلميذة عمرها 15 سنة، شوهدت من قبل بعض موظفي المؤسسة وهي تمارس اللعبة في مرحلة معينة، وأقدمت على وشم ذراعها بآلة حادة، ليتم تجريدها من هاتفها، وإبلاغ أسرتها.. وفي اليوم نفسه، وشم تلميذ يدرس في السنة الأولى بمتوسطة برج السنوسي بالأغواط، ذراعه وهو يقوم بتطبيق اللعبة ووصل به الأمر إلى حد القيام بوشم حوت على ذراعه، في حين تحدثت مصادر عن إنقاذ تلميذة تدرس في السنة الثالثة بمتوسطة الشيخ كويسي بالأغواط، في حالة متقدمة من مراحل اللعبة، وكانت في حالة نفسية متدهورة.. وبولاية وهران، ظهرت حالتين معنيتين باللعبة رسما وشم الحوت على ذراعهما.
ويشار إلى أن ما يزرع الرعب في نفوس مستخدمي التطبيق، أنه عند محاولة الطفل الانسحاب من اللعبة، يرسل التطبيق موجة من الفيروسات إلى هاتف الضحية، تجعله يشتغل وحده تلقائيا، وتكثف المصالح الأمنية من شرطة ودرك ومؤسسات تربوية حملاتها للتحذير من خطورة تحميل تطبيق "الحوت الأزرق"، مشددة على الأولياء، بمراقبة أبنائهم وتصفح أجهزتهم اللوحية وهواتفهم النقالة.
الروسي فيليب بوديكين صاحب الـ21 عام، ومخترع لعبة "الحوت الأزرق" القاتلة التي تسببت في انتحار الكثير من المراهقين، حيث تؤدي المراحل المتقدمة من اللعبة إلى الانتحار.. فاجأ المحققين عندما وصف ضحاياه بـ"النفايات البيولوجية" وبـ"الأغبياء الذين يجب تخليص العالم منهم".
صحيفة "الحياة" اللندنية، ذكرت أن فيليب بوديكين حرض أكثر من 16 فتاة على الانتحار من خلال لعبة "الحوت الأزرق"، كما استدرج المراهقين على مدار سنوات من خلال نشر فيديوهات مرعبة تجذب إليه فئة محددة من الأشخاص.
المسئول في لجنة التحقيق الروسية، أنتون بريدو، أشار إلى أن بودكين بدأ عمله عام 2013، واستطاع تطوير طرق الإقناع وتصحيح أخطائه، واللافت أنه استطاع إقناع أكثر من 15 مراهقاً بالإقدام على الانتحار، وكان يطلب منهم مسح كل المحادثات التي أجريت بينه وبينهم، ما يترك الشرطة من دون أي دليل ملموس ضده، إلا فتاة انسحبت من المرحلة الأخيرة، سلمتها للشرطة ما أتاح القبض عليه.
وفي مقابلة له مع إحدى الصحف المحلية، نفى بودكين علاقته بمقتل 130 شخصاً، ولكنه اعترف بأنه دفع 17 شخصا للانتحار، مشيراً إلى أن هناك 28 آخرين على استعداد للقيام بذلك، واعتبر أن هناك نوعين من البشر: "البشر، والنفايات البيولوجية وهي الفئة من الناس التي لا تقدم أي قيمة للمجتمع، وتسبب أو ستسبب الضرر له في المستقبل".. مضيفا: كنت أعمل على تنظيف المجتمع من هؤلاء الناس، كان من الضروري تمييز البشر العاديين عن النفايات البيولوجية.
هدى إيمان فرعون، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالجزائر، قالت: إنه لا يوجد موقع خاص باللعبة المسماة "الحوت الأزرق" يمكن حجبه وأن الحل الوحيد لحماية الاطفال منها يكمن في توعية أولياء الأمور لأبنائهم وحثهم على أهمية مراقبة استعمالهم للإنترنت.
الوزيرة أضافت خلال ردها على انشغالات نواب المجلس الشعبي الوطني حول مشروع القانون المتعلق بالبريد والاتصالات الإلكترونية، أنه من الجانب التقني، فإن الجزائر تملك كل الإمكانيات لحجب المواقع، غير أنه من المستحيل حجب هذا النوع من الألعاب تماما، لأنه لا يوجد موقع ألعاب يمكن حجبه، مشيرة الى أن تحميل مثل هذه الألعاب ممكن في مواقع التواصل الاجتماعي.