دخل في غيبوبة لمدة أسبوعين.. التفاصيل والصور الكاملة لواقعة اعتداء أمير خليجي على أحمد عدوية في الثمانينات
ضجّت الصحف المصرية في أواخر الثمانينات بتفاصيل واقعة الاعتداء على المطرب الشعبي أحمد عدوية من قبل أمير كويتي في ليلة مروعة كادت أن تنتهي فيها حياة المطرب الذي حقق شهرة واسعة في ذلك الوقت.
تقول التفاصيل التي نشرتها الصحف أن فتاة كويتية تدعى هند شهيد حضرت إلى القاهرة في 22 يونيو عام 1989 كعادتها وكان بصحبتها عدد من الأصدقاء منهم الأمير طلال بن ناصر الصباح وذهبت إلى فندق الماريوت حيث كان يغني عدوية وطلبت منه إحياء حفل خاص لصديقها الأمير في منزل اشتراه بمنطقة مصر الجديدة.
طبقا لما ورد في محضر تحقيقات مباحث الجيزة الذي أشرف عليه العقيد إبراهيم بكير، سجل أحمد محمد موافي سكرتير عدوية تفاصيل تلك الليلة قائلاً: بعد إن أدى عدوية وصلته في فندق ماريوت ذهبت معه إلى فندق شيراتون هليوبوليس ليؤدي فقرته هناك.
وتابع: كانت بصحبتنا هند شهيد، وجلست على إحدى الموائد تنتظره حتى انتهى من الغناء، ثم عدنا إلى الماريوت وجلسنا في الحجرة التي يخصصها الفندق لعدوية وبعد دقائق انصرفت الفتاة الكويتية إلى حجرتها بنفس الفندق، وطلب عدوية من مرافقيه الانصراف.
صعد عدوية لغرفة الأمير طلال وكان بها هند شهيد، ومضيفة طيران مغربية الجنسية اسمها حنان وقضى الأربعة سهرة وفي الصباح تلقى سكرتير عدوية اتصالا عرف منه أن المطرب لم يعد على منزله فسأل عنه هند شهيد التي توجهت معه إلى غرفة الأمير.
وصل الاثنان للغرفة فوجدا الأمير، يجمع متعلقاته استعدادًا للانصراف، بينما كان عدوية مستلقيًا بكامل ملابسه وحذائه على الفراش، ورغاوي بيضاء تخرج من فمه. حاولت هند شهيد ومساعد عدوية إفاقته لكنه لم يستجب لمحاولاتهما فأسرعت بطلب طبيب الفندق الدكتور ويدعى مصطفى الشقنقيري وتم نقله إلى المستشفى.
وفقًا للتقرير المبدئي كان عدوية في حالة غيبوبة، ويعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، وخلل بوظائف الكبد والكلى واضطراب في الأعصاب. لم يعلم الأطباء ما الذي حدث، فلم يكن هناك أثر لأي جرح ظاهري، فحاولوا إعادة الاستقرار إلى الحالة، وأرسلوا عينات من البول والدم إلى مركز السموم بالعباسية لتحليلها.
جاءت نتائج التحاليل لتثبيت وجود آثار بكميات كبيرة من الهيروين، والمورفين والكودايين. وعلى الفور أبلغت المستشفى قسم الدقي بالأمر، فحرر المحضر رقم 185 أحوال الدقي بتاريخ الأول من يوليو عام 1989 وتولى الدكتور خيري السمرة عميد كلية طب قصر العيني الإشراف على الفريق المعالج لعدوية والذي ضم د. يحيي خاطر ود. رشاد شحاتة.
شخَّص الفريق المعالج حالة عدوية بأنه يعاني الغيبوبة نتيجة اضطرابات في الجهاز العصبي وخلل في وظائف الكبد والكلي، كل هذا بسبب جرعة مخدرات زائدة متضاربة التأثير وهي المورفين، والكودايين، والهيروين، والويسكي وقد قضى عدوية في الغيبوبة أسبوعين، حينما أفاق استغرقت استجابته للمؤثرات الخارجية ثلاثة أشهر أخرى ثم ذهب للعلاج في فرنسا.
بعد شهور في باريس للعلاج استعاد عدوية جزءًا من قدرته على الكلام، وعاد إلى منزله في المعادي، فسارعت نيابة المخدرات بالانتقال إلى منزله للتحقيق معه. عندها روى للنيابة أن الفتاة الكويتية هند عرضت عليه إحياء حفل لأحد الأثرياء العرب، بمناسبة شرائه شقة جديدة في مصر الجديدة، وصحبته إلى جناح الأمير للاتفاق معه، وهناك عزم عليه الأمير بكأس ويسكي فشربه، ثم لم يشعر بالدنيا من حوله وغاب عن الوعي.
بعد ذلك بفترة قُبض على الأمير طلال في مصر وهو يحمل الهيروين وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات لكنه أنكر واقعة اعتداءه على أحمد عدوية وفي عام 2006
ألقت شرطة الكويت القبض على الأمير ووجهت له تهم متعددة؛ منها الاتجار في المخدرات على نطاق واسع وتشكيل عصابي، وحيازة أسلحة، وحيازة مخدرات، وغسيل أموال.
تمت إدانة الأمير وحكم عليه عام 2007 بالإعدام شنقًا، وفي عام 2008 تم تأكيد الحكم ضده، ولكنه قدم التماسًا من أمير البلاد بالعفو عنه. لكن لم يُرد على التماسه حتى توفي عام 2014 في السجن المركزي بالكويت.
منذ تلك الواقعة تردد الأقاويل أن عدوية قد تعرض لعملية إخصاء بسبب علاقته بإحدى نساء الأمير وأن أغنية "بنت السلطان" غناها لأميرة كويتية مما أشعل الغضب في قلب الأمير وقرر الانتقام فيما وصف النجم عادل إمام تلك الواقعة بأنها محاولة اغتيال خسيسة.