تعرف على وسيلة النيجيريات لمواجهة العنف الجنسي
تتلقى بعض النساء في نيجيريا دروسا في الدفاع عن النفس بدافع من الشعور بالإحباط إزاء واحد من أعلى معدلات الاعتداءات الجنسية في العالم وضعف وسائل تطبيق القانون والمحظورات القبلية التي تجبرهن على السكوت عن الاعتداءات الجنسية.
ووفقا لوكالة أنباء "رويترز" فقد تعاونت مجموعة حقوقية محلية مع مدربة ملاكمة لتقديم التدريب المجاني لمواجهة العنف اليومي ضد النساء في بلد معروف بالفعل بفظائع ارتكبها متشددون بحق فتيات.
المتدربة الجديدة أديولا أولاميد صاحبة الـ 35 عاما قالت: إنها كانت تشعر بالخوف والخزي الشديد عندما تعرضت للاعتداء للمرة الأولى، وعندما استمرت الاعتداءات قررت وهي أم نحيلة القوام لثلاثة أطفال أن تتعلم الأساليب اللازمة لمواجهة خصم أضخم حجما وأشد قوة.
أولاميد التي حكت عن تعرضها للخنق والضرب عدة مرات خلال الاعتداءات أضافت، بالنسبة لنا.. فكرة أن تتعلم المرأة الدفاع عن نفسها هي فكرة ثورية، إنني كامرأة تعيش في نيجيريا.. ليس من المفترض أن يكون لي رأي، هذا شيء مشترك بين القبائل.
مدربو الملاكمة والكاراتيه علموا أولاميد وحوالي 20 طالبة أخرى فنون عرقلة المهاجم وضربه والهروب منه في المران الذي يستمر ساعتين ويقدم شهريا لأي امرأة ترغب فيه.
وسائل الإعلام النيجيرية تمتلئ بقصص مرعبة عن نساء وفتيات تعرضن للخطف والاتجار بهن لأغراض الاسترقاق الجنسي أو استغلالهن في العمل، وأثار اختطاف 276 تلميذة في عام 2014 على يد متشددي جماعة بوكو حرام غضبا عالميا.. لكن الاعتداءات اليومية لا تزال تحت الرقابة والرصد.
أنيتي إوانج الباحثة النيجيرية في منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت: إن تطبيق القانون تشوبه عيوب، عندما يقترن ذلك بالمفاهيم السلبية التي تعزز الظلم ضد المرأة.. يبلغ ذلك ذروته في صورة بيئة معادية للغاية.
المدربة ريهيا قالت إن فصول المران في مرحلة مبكرة لكن يجب أن تساعد في مواجهة مشكلة هائلة في نيجيريا، والبيانات الوطنية الرسمية حول العنف ضد المرأة غير متاحة لكن مسئولا في وزارة شئون المرأة قال إن الحكومة تبذل جهودا حثيثة للتصدي للأمر.
يشار إلى أن نيجيريا هي تاسع أكثر دول العالم خطورة بالنسبة للنساء وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مؤسسة "طومسون رويترز" وكانت الهند أخطر الدول.
توبي إماسيخا رئيسة مجموعة "المرأة تؤثر في نيجيريا" قالت: لم أسمع قط عن ورشة عمل للدفاع عن النفس للنساء في نيجيريا.. لكن حركة #مي تو التي رأيناها في جميع أنحاء العالم دفعت الناس إلى التساؤل كيف يمكننا منع العنف.