أكبر مفاجأة تلقتها فايزة أحمد من فريد الأطرش
«كروان الشرق» لقب أطلقه عليها الأديب الكبير كامل الشناوي وأكد أن صاحبته تمتلك صوتاً عظيماً يفوق كل صوت سواه وقال مقولته الشهيرة «إذا كانت أم كلثوم كوكب الشرق فأنا أرى أن فايزة أحمد تليها في الإجادة وهي كروان الشرق»، التي استطاعت وسط نخبة من الفنانين المميزين أن تجد لها مكاناً مرموقاً وتحقق لوناً غنائياً مميزاً عن الآخرين.
فايزة بسلامة مخارج حروفها ودراستها للموسيقى على أيدي كبار الموسيقيين العرب كان العامل الرئيسي في أن تكون كروان الشرق بل وتحظى بإعجاب عمالقة الموسيقى وقتها مثل: موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي وصفها قائلاً: «صوتها مثل الكريستال المكسور»، أما كوكب الشرق فقالت: «صوت فايزة هو الصوت النسائي الوحيد الذي تطرب له وتسمعه بنشوة، وهي الوحيدة التي ستخلفني على عرش الأغنية».
كروان الشرق من مواليد 5 ديسمبر عام 1934 بمدينة صيدا بلبنان لأب سوري وأم لبنانية، وبتشجيع والدتها التي انفصلت عن أبيها تلقت الموسيقى في سن مبكرة عن كبار الملحنين بلبنان، وفي الثانية عشر من عمرها تقدمت لاختبار الإذاعة اللبنانية ونجحت بتفوق بل وتزوجت بعد عام واحد من أحد موسيقي الإذاعة وأنجبت منه ابنتها الكبرى فريال، ولكنها انفصلت عنه وسافرت إلى سوريا للالتحاق بإذاعة دمشق، التي لم توفق باختباراتها، فتنقلت بين حلب والعراق وعادت إلى دمشق مرة أخرى، حتى جاءت إلى القاهرة عام 1954.
وفي مصر تبناها فنياً الملحن محمد الموجي وشكلت معه ثنائي فني ميزها من البداية مثل: «أنا قلبي إليك ميال»، «بيت العز»، «يامّا القمر ع الباب»، «حيران» وغيرها، ومع ثقل فنها الموسيقي إلا أنها لم تحترف التمثيل وبرغم قدراتها الجيدة التي أشاد بها النقاد، إلا أن حصيلتها السينمائية 7 أفلام فقط ببطولة مطلقة واحدة مع إسماعيل ياسين عام 1959 في فيلم «المليونير الفقير» وأدوار صغيرة المساحة في أفلام أخرى مثل: «ليلى بنت الشاطئ» مع محمد فوزي وليلى فوزي، «القاهرة في الليل» مع ثلاثي أضواء المسرح، «منتهى الفرح» مع مها صبري وحسن يوسف، «عريس مراتي» مع لولا صدقي وتوفيق الدقن، ولكن يبقى دوران من أهم أدوارها ولا يزال يتذكرها الجمهور حتى الآن وهما الغجرية مع رشدي أباظة ونعيمة عاكف في فيلم «تمر حنة»، والأخت الكبرى في «أنا وبناتي»مع زكي رستم وآمال فريد.
فايزة التقت لأول مرة شريك عمرها الموسيقار محمد سلطان مصادفةً في منزل الفنان فريد الأطرش وتوالت لقاءاتهما بعد ذلك حتى جمعت بينهما قصة حب وفن كُللت بزواج استمر 17 عاماً، وأثمر عن توأمهما طارق وعمرو سلطان، بالإضافة إلى عشرات الأغنيات البارزة التي تعاونا فيها بداية من «رشوا الورد مع الياسمين» «قاعد معاي» «بالي معاك»،«أخد حبيبي»، «دنيا جديدة» «على فين طريقنا» ولكنهما انفصلا في مايو عام 1981 لتتزوج من الضابط عادل عبدالرحمن بعد ذلك، ثم تنفصل عنه أيضاً بعد مرضها، عائدة من جديد إلى سلطان الذي عاشت معه حتى وفاتها بمرض السرطان في 24 سبتمبر عام 1983.