زعيم السوفيت نيكيتا خروتشوف موّل السد العالي بمقابل «استفزازي»
قبل العام 1960 أراد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بناء السد العالي، هذا المشروع الذي يُعد من أعظم مشروعات القرن العشرين، ولكن القوى الغربية العظمى رفضت مقترحه بتمويل بناء السد إلا دولة واحدة راهن عليها عبدالناصر حتى النهاية.
الاتحاد السوفيتي كان الأمل الأخير للزعيم المصري، وبعد مباحثات ثنائية بين البلدين، وافق زعيم السوفيت نيكيتا خروتشوف على تمويل السد بما يقرب من مليار دولار، ولكن تلك الهدية لم تكن بلا مقابل؛ فخلال 15 خطاب ألقاها خروتشوف في مصر خلال زيارته لافتتاح السد عام 1964 راح يعطي دروسًا في الماركسية منتقدًا بذلك اشتراكية عبدالناصر.
رحلة الزعيم السوفيتي إلى مصر لم تكن بالطبع غير مسبوقة في المراسم الدبلوماسية لكلا البلدين، إذ تظل هذه الرحلة فريدة من نوعها، لحرارة الاستقبال التي اختُص بها ضيف مصر، ولمدتها التي أثارت الدهشة لفرط طولها حيث اقتربت من 16 يومًا، كما أتى بصحبته زوجته وابنه سرجي وابنته رادا وزوج ابنته أدجوبي، ليُسبغ بذلك على رحلته طابعًا عائليًا.
وعند نزوله من الباخرة في الإسكندرية، كان قد استُقبِل بوابل من طلقات المدفعية، والبالونات الطائرة والنشيدين الوطنيين، أما موكبه في شوارع القاهرة فقد مرّ تحت أقواس النصر المشيدة تكريمًا له، كما انتشرت لافتات الاحتفاء بالصداقة المصرية السوفيتية، فلم يُرَ لهذا الاحتفال مثيل على أرض وادي النيل.