خيرية أحمد.. الزوجة «المملة» التي عشقها يوسف عوف
ظلت تتنقل بين العديد من المدارس الكوميدية، لذلك يصعب حصر الفنانة الكوميدية الراحلة خيرية أحمد ضمن مدرسة واحدة، فمن بدايتها ببرنامج «ساعة لقلبك» في منتصف الخمسينيات إلى فرقة مسرحية تحمل نفس الاسم مرورًا بفرق إسماعيل ياسين، نجيب الريحاني وأمين الهنيدي المسرحية اكتسبت العديد من الخبرات الفنية التي وضعتها في مصاف نجوم الكوميديا.
وفي 15 إبريل عام 1937 ولدت خيرية أو سمية أحمد إبراهيم بمحافظة أسيوط، وحضرت مع عائلتها وشقيقتها الفنانة سميرة أحمد إلى القاهرة، وبعد فترة من الزمن بدأ والدها في مواجهة متاعب صحية في عينيه، مما منعه من العمل كخطاط فاضطرت الشقيقتان إلى البحث عن عمل للإنفاق على الأسرة، فطرقا كل الأبواب الممكنة للعمل ومن ضمنها مكتب «ريجيسير».
وبدأت خيرية بأدوار ثانوية في بداية الخمسينيات، ولكنها لم تحقق النجاح اللافت للأنظار إلا في نهاية هذا العام بأفلام: «ساحر النساء» مع فريد شوقي، «بين الأطلال» مع فاتن حمامة، «حماتي ملاك» مع يوسف فخرالدين، «عريس مراتي» مع فؤاد المهندس.
ويُعد الفيلم الأخير هو أيقونة نجاحها الكوميدي، حيث اشتهرت بعد ذلك بشخصية الزوجة الساذجة المملة التي تتسبب في متاعب للزوج، واشتهرت معها جملتها «محمود يا حبيبي»، والتي صارت لازمتها الشهيرة في أعمالها مع المهندس، ومن تلك النقطة انطلقت تقدم ذات الشخصية في برنامج «ساعة لقلبك»، وحققت بها نجاحًا كبيرًا.
نجاح الفنانة الكوميدية في البرنامج لم يكن فنيًا فحسب، بل على المستوى الشخصي أيضًا؛ حيث ارتبطت بمؤلف البرنامج الكاتب الساخر يوسف عوف، وتزوجا بعد قصة حب رائعة لينجبا ابنًا واحدًا، ولكن بعد رحيل الزوج أصابها حزن عظيم جعلها تنقطع عن العمل الفني وتمكث في وحدة مع ملابسها السوداء التي ارتدتها لفترة طويلة من الزمن، ولكنها مع ذلك عادت إلى شغفها من جديد وبقيت أمام الكاميرا حتى رحيلها في 19 نوفمبر عام 2011.