عزيزة أمير.. أصيبت بمرض غيّر مجرى حياتها
بعد خمسة شهور من التحاق رائدة السينما المصرية عزيزة أمير بفرقة «رمسيس» المسرحية لصاحبها يوسف وهبي، جاءها خطيب من أعيان الصعيد وفاجأها كثيرًا؛ فقد كان شابًا أنيقًا يتكلم الفرنسية بطلاقة، اجتمعت فيه كل أمنيات النساء من المال والجاه والحسب، ولم تستطع أن ترفضه، ولكنها طلبت مُهلة من الوقت للتفكير.
الشاب كان ينتمي لأسرة عريقة بالصعيد ومن المعروف أن تقاليد الأسر هناك تحتم على أبنائها عدم الزواج إلا من بنات الأسرة، فكيف يحطم تقاليد أسرته ويتزوج من ممثلة، فتكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ العائلات المصرية بالصعيد، التي يتزوج فيها شاب صعيدي من ممثلة.
ومع ذلك وافقت عزيزة وبذلت مجهودًا عنيفًا، لكي يسمح لها بالتمثيل على المسرح بين الحين والآخر، ولكن بعد شهور أصيبت بمرض ألزمها الفراش، ولم تقو على الخروج إلى التنزه أو دور السينما، فاشترى لها زوجها أول آلة عرض «16 مللي» ظهرت في القاهرة عام 1926 في محل شيكوريل؛ لتشاهد الأفلام التي ترغب في رؤيتها وهي على فراش.
وعندما شفيت الفنانة المصرية اشترت آلة تصوير، ودعت صديقتها أمينة رزق وأمينة محمد للتمثيل في أول فيلم سينمائي تقوم الأولى بتأليفه وإخراجه وتصويره بنفسها، وبعد أن أتمت التصوير، بعثت بالفيلم إلى محل «كوداك» للطبع والتحميض، ثم أقامت احتفالًا دعت إليه أصدقاء الأسرة، بمناسبة عرض هذا الفيلم، الذي لم يستغرق عرضه أكثر من خمس دقائق.
وبعد نجاح تلك التجربة قررت عزيزة إنتاج فيلمًا سينمائيًا طويلًا، وساعدها على ذلك معارضة زوجها في ظهورها على المسرح، واستعانت بزميلها استيفان روستي لإخراج فيلم صامت بعنوان «ليلى»، أول فيلم مصري يستغرق عرضه ساعة ونصف واشترك معها في التمثيل روستي وأحمد جلال وحسين فوزي والراقصة المشهورة بمبه كشر.
وفي يوم 17 نوفمبر سنة 1927عُرض هذا الفيلم في دار سينما متروبول ونجح بشكل مذهل، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت عزيزة أمير رائدة الفيلم المصري.