جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

تعرف على حكاية ناهد شريف مع قرية «الغوازي» وغرفتها الغريبة

الاربعاء 24 يونية 2015 | 12:24 صباحاً
القاهرة - سناء الطويلة
1936
تعرف على حكاية ناهد شريف مع قرية «الغوازي» وغرفتها الغريبة

الفنانة المصرية ناهد شريف، كان لها تجربة غريبة  اضطرت إليها بعد أن عرض عليها دور راقصة تتجول مع فرقتها، ولكنها رفضت الموافقة عليه وقررت أن  تعايش دور الراقصة في الطبيعي، وقضيت عدة أيام تبحث عن راقصة ريفية قالوا لها إن الغوازي راقصات الريف يرتدن الأسواق ويعشن في بلدة تبعد عن القاهرة قرابة مائة كيلو وأكثر.

وأضافت: «ظللت مترددة في أن أقبل الدور المعروض عليّ والذي أبدى غازية تتجول مع فرقة ريفية، وكنت أريد أن اشهد غازية عن قرب لكي أعرف كيف ترقص وكيف تبدو وكيف تعامل جمهورها من رواد الأسواق والموالد، وقمت برحلات صغيرة سريعة إلى «سوق إمبابة»، وغيره من أسواق البلاد القريبة من القاهرة، ولكن الحظ لم يسعدني، ولم التق بغازية منهن في واحدة من هذه الرحلات».

وتابعت: «كان عليّ أن أقوم بالرحلة الكبيرة إلى بلدة الغوازي بالقرب من سنباط وأسلمت أمري لله، وكان عليّ أن اقطع على قدمي مسافة كيلو مترين إلى البلدة، ولم أكد أقطع مسافة قصيرة في اتجاه البلدة مبتعدة عن المحطة حتى ملأ الجو صوت ناي يعزفه عازف لا أتبينه واخذ يقترب مني، وقد أخذت تختلط به وقع حوافر حيوانية والتفت خلفي ولم أستطع أن أرفع بصري عن المرأة التي تركب الحمار ولا الرجل الذي يسير خلفها وهو لازال ينفخ في نايه لكي يطلق الحانة الرقيقة».

وشدني إلى المرأة التي تركب الحمار شيء غير مألوف في وجهها كانت عيناها الواسعتان كحيلتين يطعمها الكحل بسمة غريبة وكانت أهداب عينيها تبدو كسهام مشرعة وحاجباها مرسومين بدقة، والمقصوص اللامع في شعرها يتدلى فوق أذنيها حتى ليكاد يخفيهما كان منظرها جذابًا غريبًا ولم يكن يبدو عليها أبدًا مظاهر الفلاحات بل إنني أعلم أن ما من  فلاحة ترضى بالركوب وتترك زوجها يمشي خلفها، حتى ثياب تلك المرأة، كانت زاهية لامعة تنحسر من ساقين جذابتين تدليهما من فوق ظهر الحمار وهي تهزهما لتستحثه على المسير، ويبدو أن منظري أنا الأخرى كان غريبًا وغير مألوف في مثل هذا الطريق الريفي الذي ينتهي إلى القرية، إن لم يثبت الحمار أن توقف بعد أن تجاورني بامتياز قليلة وتوقف الرجل من عزف الناي، وساعد المرأة على الهبوط وأقبلت على المرأة والرجل يسير خلفها ممسكًا بمقود الحمار وحيتني ثم قالت لي: أنت باين عليكي غريبة يا شابة منين يا ترى؟.

من مصر يا ستي، أهلًا وسهلًا يا ما نفسي أزور مصر وأروح السيدة والحسين، وجايه لحد يا أختي، لا والله جاية أدور على غازية، واستضافتني في بيتها وحصلت منها على كل ما أحتاجه وراقبت حياتها عن كثب ورأيت بيتها وبيوت عشرات من الغوازي، وربطتني بعزيزة صلة ومودة وأصبحت أزورها بين الحين والأخر، وفي بيتي ديكور غريب حجرة نوم عزيزة في بيتها الريفي وأحيانا تستبد بي الرغبة في أن أرتدي الثياب التي تشبه ثياب عزيزة وأخلد إلى الحجرة وأنا أجتر في رأسي كل ما وعيت عن ذلك العالم الغريب عالم الغوازي، البعض يقول إنها تقليعة ليكن أنها تذكرني بأصل عريق من أصول فننا الشعبي.