نعيمة تعلمت الرقص من عروستها "شيكابوم"
حياة قصيرة عاشتها الفنانة المصرية نعيمة عاكف التي توفت وعمرها 37 عاماً، ولكنها تمكنت من إثراء الحياة الفنية بأعمال لا تُنسى خلدتها في عقول وعيون المشاهدين في العالم العربي، ولكن الطريف أن "عروسة" صغيرة كانت سبباً في انطلاق هذه الفنانة إلى عالم الرقص الشرقي.
"العرائس" لعبت دوراً كبيراً في حياة نعيمة الفنية والشخصية، وكانت تمثل "عشق" للفتاة الصغيرة التي كانت كثيراً ما تحصل على هدايا كتعبير عن إعجاب المشاهدين بها خلال فترة عملها في سيرك والدها بطنطا، بالإضافة للهدايا التي كانت تحصل عليها من والدتها، وكان معظم هذه الهدايا "عرايس صغيرة".
نعيمه لم تكن تكتف بهدايا معجبيها ووالدتها، ولكن كانت كلما جمعت مبلغاً من المال تشتري به "عروسة"، حيث كان والدها يخصص لها راتباً يومياً قدره قرشان إذا كان السيرك يعمل، وقرش واحد في حالة البطالة والأجازات الطويلة.
وفي يوم من أيام عمل السيرك خلال عروض والدها في طنطا، لاحظت نعيمة ذات الرابعة عشر من عمرها، أن رجلاً ريفياً ميسور الحال يبدو من الأعيان، ويحيط به شله من أتباعه، يبالغ في التصفيق لها، بل وحرص بعد ذلك على حضور عروضها كل ليلة.
وذات ليله، فوجئت نعيمة بسيدة ريفية تطلب مقابلتها، وتقدم لها علبة أنيقة قائله: "سيدي البيه باعت لك الهدية دي"، فلم تستطع نعيمة أن ترفض الهدية، وفرحت كثيراً عندما فتحت العلبة، ووجدت بها عروسة ذات خمسة مفاتيح، كل مفتاح له رقصة تختلف عن رقصة المفتاح الآخر، وكلما أدارت مفتاحاً عزفت موسيقى شرقية جميلة ترقص عليها العروسة رقصة بديعة.
وقتها سمعت نعيمه من الناس أن أحسن راقصة في مصر تُدعى "شيكابوم"، فأطلقت على عروستها المفضلة "شيكابوم"، وكلما انفردت بعروستها قلدت رقصتها، ومن هنا تعلمت فتاة " الأكروبات" الرقص الشرقي، وبفضل "شيكابوم" حصلت عاكف بعد احترافها الرقص ودخولها عالم الفن على جائزة أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958.
نهاية "شيكابوم" كانت حزينة كنهاية صاحبتها التي توفت بعد صراعها مع مرض "السرطان" عام 1966، ففي إحدى خلوات نعيمة بعروستها، فاجأها والدها وهي ترقص و "شيكابوم" أمامها تعزف الموسيقى، وتتمايل مع الأنغام، فأخرج مسدسه وأطلق النار على العروسة فحطمها.