جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مولد السيدة زينب كان "وش السعد" على "عبد الباسط"

الثلاثاء 13 ديسمبر 2011 | 12:07 مساءً
كتب: آية عبد العزيز
1819
مولد السيدة زينب كان "وش السعد" على "عبد الباسط"

صوت عذب شجن اهتز له قلوب جموع المسلمين حول العالم برهبة وجلال، إنه صوت صاحب "الحنجرة الذهبية" الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي تمكن بصوته أن يأسر قلوب المستمعين من عمالقة القراء المشاهير لتتحول قراءته المفترض أن تنتهي خلال 10 دقائق  إلى أكثر من ساعة ونصف، ويتحول بعدها إلى نجم من نجوم سماء تلاوة القرآن الكريم.

القصة تعود إلى عام 1950 عندما ذهب الشاب عبد الباسط عبد الصمد البالغ من العمر وقتها 23 عاماً إلى مسجد السيدة زينب، لزيارة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمرافقة أحد أقربائه الصعايدة.

سبب الزيارة كان الاحتفال بمولد السيدة زينب الذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير؛ كالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد العظيم زاهر، والشيخ أبو العينين شعيشع، وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة.

بعد انتهاء اليوم، وتحديداً في منتصف الليل، والمسجد "الزينبي" لا يزال يموج بأفواج من الناس القادمين من كل مكان من أرجاء مصر للاحتفال بهذه المناسبة، بكل هدوء أستأذن أحد أقارب الشيخ عبد الباسط القائمين على الحفل ليقدم لهم هذا "الفتى" الذي يرى فيه موهبة ليقرأ لهم عشر دقائق، فأذن له الحضور الكريم، وبدأ عبد الصمد في التلاوة وسط جموع غفيرة.

عبد الباسط أختار أن تكون تلاوته من سورة "الأحزاب"، فعمّ الصمت أرجاء المسجد، واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء، و ما هي إلا لحظات، وتحول السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد بعبارات "الله أكبر"، "ربنا يفتح عليك"،  إلى آخره من العبارات التي تدل على شدة تأثر المستمعين بهذا الصوت الأخاذ.

صاحب "الحنجرة الذهبية" نجح بصوته الملائكي أن يخطف قلوب ومسامع الحاضرين لدرجة أن القراءة بدلاً من أن تكون عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف، أنفعل خلالها المستمعين بصوت عبد الصمد الذي بدا وكأن أعمدة المسجد تهتز له تسبيحاً وتكبيراً لعظمة الخالق.

هذه الزيارة كانت "وش السعد" على الشاب الصغير، إذ حصل الشيخ الضباع على تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد الزينبي، وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن، وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951، لينطلق بعدها مع النجوم اللامعة والكواكب المنيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.