جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

والدة توفيق الدقن كانت ترسل له الأموال في أرغفة الخبز.. لماذا؟

الاحد 18 ديسمبر 2011 | 09:53 صباحاً
2016
والدة توفيق الدقن كانت ترسل له الأموال في أرغفة الخبز.. لماذا؟

ثلاثة وعشرين عامًا مرت على رحيل الفنان المصري الكبير توفيق الدقن أحد أبرز الفنانين الذين قدموا أدوار الشر في السينما المصرية، ورغم مكانته الكبيرة إلا أن وسائل الإعلام تجاهلت ذكرى وفاته التي حلت في شهر نوفمبر الماضي.

صحيفة الاتحاد الإماراتية انتقدت في تقرير لها هذا التجاهل الذي لا يتناسب مع المشوار الفني الثري لهذا الفنان وقالت إن الراحل صاحب قصة كفاح صميمة فيها تحدٍ وإرادة مثل كل قصص الكفاح لرموز في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن وغيرها، خصوصاً أنه أسس مدرسة فنية متفردة في إبداعاتها وإمكاناتها، وأوجد لنفسه أسلوباً قائماً بذاته.

الصحيفة أضافت أنه على الرغم من ظهور الدقن مع العمالقة، زكي رستم وفريد شوقي ومحمود المليجي وعباس فارس ومحمود إسماعيل، إلا أنه لم يقلد أحدا ونهج نهجاً خاصاً به، واستند إلى الأداء السهل الممتنع الذي لم يتوقف أمام الشكل والكم، ولكنه غاص في المضمون ورفع شعار الكيف أولاً وأخيراً، وهو ما أهله ليكون بمثابة الخلطة السحرية وإحدى الأوراق الجاذبة في أفلام الخمسينيات والستينيات ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي.

اسمه بالكامل توفيق أمين محمد الدقن ولد في الثالث من شهر مايو عام 1924 في قرية هورين مركز بركة السبع في محافظة المنوفية قبل أن ينتقل مع والده إلى المنيا، وعشق الفن منذ طفولته، وعلى الرغم من أنه كان يعمل أثناء دراسته في السكك الحديدية في القاهرة لمساعدة أسرته، فقد حرص على صقل موهبته بالدراسة، حيث التحق بمعهد التمثيل من دون أن يخبر والده الذي كان يريد أن يكون مثله رجلاً أزهرياً.

أمه عرفت بالتحاقه بالمعهد وكانت ترسل له الأموال في أرغفة الخبز، وأعلنت موافقتها على اتجاهه إلى التمثيل شريطة أن يصبح مثل محمود المليجي، وكبر هذا الحلم في داخله وصار واقعاً، وأصبح المليجي صديقاً له منذ أول تعاون بينهما في فيلم "أموال اليتامى" وارتبط كثيراً به سواء في الأفلام أو الحياة.

الدقن تخرج في الدفعة الثانية من معهد التمثيل عام 1947 وكان من زملائه صلاح منصور وعبد المنعم مدبولي وسعد أردش وزهرة العلا، وعمل عقب تخرجه في المسرح الحر لمده سبع سنوات، قبل أن يعمل لعامين في فرقة إسماعيل ياسين، ثم التحق بالمسرح القومي وظل عضوا به حتى إحالته إلى التقاعد، وكان واحداً من أبرز نجومه.

توفيق الدقن أشتهر بأدوار الشر التي اختلطت بخفة الظل، ومنها اللص والبلطجي والسكير والمنافق، وهي الأدوار التي كان يخاف منها زملاؤه ويعتذرون عنها، وكان أجرأ من زملائه في قبول هذه الأدوار وكان جميع المخرجين والمنتجين يعرفون عنه هذه الميزة، وهو صاحب المقولة الشهيرة "ليس هناك دور كبير وآخر صغير، ولكن هناك ممثلاً كبيراً وآخر صغيراً". وعمل مع جميع المخرجين الكبار والكتاب، ومنهم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي وثروت أباظة ووضع الجميع ثقتهم به، وكون لفترة طويلة ثلاثياً شهيراً مع محمود المليجي وفريد شوقي أثمر عشرات الأفلام الناجحة.

الدقن قدم خلال مشواره ما يقرب من 200 فيلم منها "درب المهابيل" و"ابن حميدو" و"عريس مراتي" و"سر طاقية الإخفاء" و"الناصر صلاح الدين" و"مولد يا دنيا" و"ألمظ وعبده الحامولي" و"دائرة الشك" و"مراتي مدير عام" و"أدهم الشرقاوي" و"المتمردون"، و"بلا رحمة" و"يوميات نائب في الأرياف" و"على باب الوزير" و"الشيطان يعظ" و"حدوتة مصرية"  و"التخشيبة" و"خرج ولم يعد" و"وداعا بونابارت" و"سفاح كرموز" و"لعدم كفاية الادلة" و"سعد اليتيم" الذي كان آخر أفلامه.

الدقن شارك أيضا في عدد من المسرحيات منها "عيلة الدوغري"، و"بداية ونهاية"، و"سكة السلامة" و"المحروسة"، و"الفرافير"، و"عفاريت مصر الجديدة"، كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، ومنها "سمارة"، و"المحروسة 85"، و"القط الأسود"، و"هارب من الأيام"، و"نور الاسلام"، و"مارد الجبل"، و"احلام الفتى الطائر".

توفيق الدقن حصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، والاستحقاق والجدارة في عيد الفن عام 1978، ودروع وجوائز أخرى من المسرح القومي، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجمعية كتاب ونقاد السينما، وجمعية الفيلم، كما حصل على جوائز عن أدواره في عدد من الأفلام، ومنها "في بيتنا رجل"، و"الشيماء"، و"صراع في المينا"، و"القاهرة 30"، و"ليل وقضبان".

الفنان الراحل تزوج من خارج الوسط الفني، وأنجب من الأولاد "ماضي" الذي يعمل محامياً على الرغم من دراسته الموسيقى، و"هالة" التي تعمل مديراً عاماً في الرقابة على المصنفات الفنية ، و"فخر" الذي يعمل في إحدى شركات الخليج في دبي، وقد توفي الدقن في 27 نوفمبر 1988 بعدما عانى لفترة من إصابته بالفشل الكلوي.