جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

يوسف وهبي..فنان قرأ نهايته في رواية!

السبت 31 ديسمبر 2011 | 10:50 صباحاً
كتب: آية عبد العزيز
1366
يوسف وهبي..فنان قرأ نهايته في رواية!

رغم نشأته في أسرة من عليّة القوم أدبياً ومادياً، إلا أنه فضل الالتحاق بسيرك للعمل كممثل، وبذلك انتقل الفنان المصري الراحل يوسف وهبي إلى واحدة من الطبقات الاجتماعية الدنيا آنذاك، وهي طبقة "المشخصاتية" التي لم يكن معترف بشهادتها أمام محاكم الدولة في ذلك الوقت.

التمثيل لم يكن مجرد مهنة أو حتى موهبة لدى يوسف وهبي، وإنما كان عشق وهدف أعطى له الكثير، فكان يهدف من خلال أعماله الفنية إلى رفع المستوى الثقافي والاجتماعي ليس فقط داخل المجتمع المصري، و إنما العربي لدعم الروابط والعلاقات بين أجزاء الوطن العربي.

والد عميد المسرح العربي رأى أنه جلب العار للعائلة بعمله في السيرك، فقام بطرده من المنزل، وألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه "لإصلاحه وتهذيبه"، الأمر الذي لم يستجب له يوسف، فهرب إلى إيطاليا لتعلم فن المسرح، وحرصاً على عدم ملاحقة عائلته له غيّر اسمه إلى "رمسيس"، وهو اسم الفرقة المسرحية التي أسسها بعد ذلك.

الفنان الذي منحه الملك فاروق لقب" البكوية" في أول عرض لفيلمه "غرام وانتقام" بسينما ريفولي، لم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده عام 1921، ليحصل على نصيبه من الميراث، وكان يُقدر بـ"10 آلاف جنيه ذهبي"، لينطلق بعد ذلك في عالم المسرح والسينما.

الممثل الذي أثار الرأي العام برغبته في تجسيد شخصية "النبي محمد" في فيلم سينمائي، حتى تراجع بالضغط الشعبي، وتهديد الملك فاروق بسحب الجنسية المصرية منه، كانت نهايته "ميلودرامية" مأسوية، فبعد أن أفنى حياته وأمواله في الفن، توفى وهو لا يملك أي مال تقريباً، حتى أن شقيقه إسماعيل خصص له مصروفاً يومياً يُقدر بـ160 قرشاً.

المثير أن بداية نهاية الفنان الذي أخرج 30 فيلماً، وألف ما لا يقل عن 40 فيلماً، وأشترك في تمثيل ما لا يقل عن 60 فيلماً، مع رصيد يصل إلى 320 مسرحية، تشبه إلى حد كبير رواية قرأها، بحسب كتاب"يوسف وهبي- السيرة الأخرى لأسطورة المسرح" للكاتبة المصرية الدكتورة لوتس عبد الكريم التي كانت تجمعها علاقة قوية بعميد المسرح العربي.

ففي يوماً ما، جلس وهبي لقراءة كتاب، ووردت في الكتاب قصة شاب سقط أثناء دخوله الحمام، وتهشمت جمجمته، وبعد قليل ترك وهبي الكتاب، وقام ليلحق بميعاد كان ارتبط به،  وأثناء إسراعه سقط من على سلم منزله، فكسر مفصل ساقه، وعندما فشلت عملية المسمار البلاتيني التي أُجريت له في مصر أصيب بالشلل، ومن هنا كانت النهاية.

وهبي سافر بعد هذا الحادث إلى لندن لاستكمال علاجه، وكان ذلك عام 1962، وعاد بعدها ليعيش أيام صعبة تخللها الجحود ونكران الجميل من تلاميذه وزملائه، باستثناء عدد قليل جداً ممن كانوا يحرصوا على الاطمئنان عليه أبرزهم؛ أمينة رزق و عمر الحريري.

المرض لازم يوسف وهبي حتى أن الإذاعة بثت خبر وفاته أكثر من مرة، وهو ما أزعجه كثيراً، وأصابه باكتئاب شديد، ثم أُصيب باختناق في الحلق، ووافته المنية في مستشفى  المقاولين عام 1982 عن عمر يناهز 84 عاماً.