لماذا رفض المنشاوي تلاوة القرآن أمام عبد الناصر؟
على شاكلة المثل القائل "من شابه أباه فما ظلم"..نشأ المُقرئ المصري الراحل محمد صديق المنشاوي وارثاً الصوت العذب لوالده الشيخ الراحل صديق المنشاوي الذي علمه فن ترتيل القرآن الكريم، فأسسا معاً مدرسة متفردة في قراءة القرآن الكريم، يُطلق عليها "المدرسة المنشاوية".
المنشاوي الابن الذي اشتهر بقراءته بمقام النهاوند دخل الإذاعة بالصدفة؛ ففي رمضان 1953 كانت الإذاعة المصرية تجوب أقاليم البلاد، وفي إحدى المرات التي كانت تسجل فيها من مدينة أسنا بالأقصر، كان الشيخ المنشاوي الصغير ضمن مجموعة من الذين قرءوا القرآن الكريم، وكانت "وش السعد" عليه، حيث تم اعتماده في الإذاعة المصرية العام التالي مباشرة.
الشيخ الملقب بصاحب "الصوت الباكي" لقي قبولاً واسعاً وذاع صيته في جموع المسلمين ليس فقط داخل الوطن العربي، وإنما على مستوى العالم الإسلامي، إذ عُرف عنه انفعاله العميق بالمعاني، والألفاظ القرآنية.
أحد المواقف التي توضح اعتزاز المنشاوي بقدره ومكانته، حيث كان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينات، ومازال يشغل مكانة مهمة في عالم التلاوة القرآنية إلى الآن، هو عندما جاءه أحد وزراء مصر بدعوة لتلاوة القرآن في حفل يحضره الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
الوزير قال له:«سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر»، ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله:«ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي»، ورفض الشيخ أن يلبي الدعوة قائلاً:«لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إليّ أسوأ رسله».