جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

حكاية حسين صدقي مع الإخوان المسلمين

الثلاثاء 03 يناير 2012 | 01:18 مساءً
كتب: آية عبد العزيز
2637
حكاية حسين صدقي مع الإخوان المسلمين

بسبب إيمانه بأهمية السينما في ارتقاء المجتمعات، ومحاولته ربط الدين بالفن، تميز الممثل والمنتج المصري الراحل حسين صدقي بحرصه الشديد على اختيار نوعية أدوار معينة يجسدها على الشاشة، بل أنه رفض دور مهم في بداية حياته الفنية مع الفنان المصري يوسف وهبي لأنه كان دور شاب ينزلق مع زوجة أبيه، وهو ما لا يتناسب مع مبادئه.

الفنان الوسيم نشأ في أسرة عُرفت بالتزامها الديني، ميسورة الحال، كان حريص على أداء صلواته في جماعه، وبالأخص صلاة الفجر التي كان يؤديها في جماعه بمسجد قريب من منزله، وعمل منذ دخوله الفن في أواخر الثلاثينيات على إيجاد سينما هادفة بعيدة عن التجارة الرخيصة.

حسين كان على علاقة قوية بجماعة الإخوان المسلمين، ربما لوجود منزله بحي الحليمة الذي ضم فيما بعد المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، والذي أصبح له تأثير في حياة حسين صدقي الذي تعرف على مؤسس الجماعة حسن البنا أواخر الأربعينيات، وأكمل هذه العلاقة سيد قطب رئيس تحرير صحيفة الإخوان المسلمين.

وفي أحد المواقف التي توضح اعتراف الإخوان المسلمين بأهمية الفن في التأثير على المجتمعات، رُوي أن سميرة المغربي زوجة الفنان المصري كانت تُلح عليه لترك مهنة الفن، وهو ما عرضه صدقي على سيد قطب أثناء زيارتهما له في المستشفى قبيل إعدامه.

المفاجأة أن قطب لم يشجع صدقي على ترك الفن، وقال له:« إن الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامي، وإنني أكتب عشرات المقالات، وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تُنهي على ما فعلته أنا أو تقويه، أنصحك أن تستمر لكن بأفلام هادفة» بحسب ما ذكره موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين.

المبدأ الذي كان يؤمن به صدقي كان كما يقول:« السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب»، ولذلك تجد معظم أعماله تركز على معالجة مشكله معينة، مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه "العامل" عام 1942، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه "الأبرياء" عام 1944م، وغيرها.

وبالرغم من أن حسين صدقي كان أحد رواد السينما المصرية باعتراف الهيئة العامة للسينما المصرية التي كرمته عام 1977، إلا أن الملاحظ قلة أعمالة التي تُعرض الآن، وربما لا تعلم أن ذلك كان جزءاً من وصية الفنان الراحل.

الممثل الذي قام ببطولة 32 فيلماً، واعتزل السينما في الستينات وصى أبنائه الثمانية «خمسة ذكور وثلاث بنات» بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله, وقد فعلوا ذلك في عدد كبير من أعماله خاصة أنها كانت من إنتاج شركته «مصر الحديثة للإنتاج», فسهل التصرف فيها دون الرجوع إلى أحد.