عمر الجيزاوي: حاربت الملك فاتهموني بالشيوعية
رغم مسيرته الحافلة وعطاءه الكبير في عالم الغناء والفكاهة إلا أن المنولوجست الراحل عمر الجيزاوي صاحب الأغنية الشهيرة "اتفضل قهوة" لم يأخذ حقه في التكريم حيا أو ميتا أسوة بغيره، مسيرته الطويلة مليئة بالأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عنه، فلماذا اتهم بالشيوعية؟ ولماذا لقب نفسه بشارلي شابلن العرب؟.
عمر الجيزاوي ولد في يوم 24 ديسمبر عام 1917 في حارة "درب الروم" بالجيزة، وكان والده يعمل في مهنة "المعمار" وتربى وسط هذا المناخ واحترف الغناء في أفراح الجيزة والضواحي المجاورة، حتي نهاية عام 1935 وبعدما كبر عمل في شارع الهرم وقد اكتشفه الفنان الراحل علي الكسار وقدمه للناس.
الجيزاوي عمل في الملاهي الليلية وقال عن ذلك: "لم يؤثر ما بداخلها من أفعال منافية للآداب علي أخلاقياتي، مستقيم ولله الحمد فبعد انتهائي من العمل علي البيت مباشرة ..".
عمر الجيزاوي تخصص في تقديم اللون الصعيدي من الغناء، وفي عام 1948 بدأ العمل في السينما حيث قام ببطولة فيلم "خضرة والسندباد القبلي" مع درية أحمد والدة الفنانة سهير رمزي بعدها عمل في أكثر من مائة فيلم كان آخرها "فالح ومحتاس" عام 1955.
هذا إلى جانب الفرقة الاستعراضية التي كونها وكان يعمل بها طوال الموسم علي مسرح الأزبكية في الشتاء وفي الصيف علي مسارح الإسكندرية في حديث له قال الجيزاوي: "كنت أسخر بالمونولوج من أفعال الملك فاروق لدرجة أنهم وضعوا أسمي في كشوفات البوليس السياسي علي أنني "شيوعي".
الجيزاوي تابع: "هددوني بعدها بقولهم لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بأخري سنلفقها لك" وهناك حل إذا قبلته تركناك، لابد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة، الأمر الذي جعلني أغلق الباب علي نفسي مقرراَ الاعتزال حتي قامت الثورة عام 1952".
الفنان الراحل قال: "أنا أعتنق حكمة فيلسوف اسمه "برجسون" كما تعلمتها من المثقفين الذين أجلس وسطهم يقول فيها بأن "الضحك لابد أن يمتزج بالفلسفة .. لابد وأن تكون له حكمة وغاية".. مونولوجاتي لا تقل في مستواها عن مسرحيات "برناردشو" كما نبهني إلى ذلك – عبد الرحمن الخميسي – وإذا كان خلف مسرحيات "برناردشو" علم اجتماعي مدروس ستجد شيئاَ ذا قيمة في كل ما أقدمه أيضاَ".
الجيزاوي زار خلال مشواره الفني العديد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا حيث قدم علي مسارحها الكثير من أعماله وبقول عن ذلك: "تستطيع أن تطلق علي لقب "شارلي شابلن العرب".. صورتي طبعوها هناك في الخارج علي علب الكبريت وتزوجت "خواجاية" من هناك.. بنت حلوة كانت تجئ إلى المسرح كل يوم لرؤيتي".
في أواخر أيامه أصيب الجيزاوي بحالة اكتئاب وعدم رضا بسبب تجاهل تكريمه أسوة بغيره من الفنانين حتى توفي في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1983.