جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

تفاصيل الساعات الأخيرة لـ«بن علي» وزوجته في قرطاج

السبت 14 يناير 2012 | 09:29 صباحاً
625
تفاصيل الساعات الأخيرة لـ«بن علي» وزوجته في قرطاج

كشفت التحقيقات التي أجرتها تونس مع فلول نظام الرئيس المخلوع زين الدين بن علي أن الأخير سيطر عليه الخوف الرهيب حينما رأى جموع المعارضين يغزون الشوارع بمئات الآلاف في شهر يناير 2011، حتى إن قراراته في الساعات الأخيرة كانت مرتبكة ومشتته، وكان لا يتوقف عن استقبال وإجراء المكالمات الهاتفية والمقابلات.

وقبل هروب بن علي وزوجته إلى السعودية بيومين، أولى حقيبة الداخلية إلى الأكاديمي أحمد فريعة، في وقت كانت الثورة تأججت في قفصة وسيدي بوزيد متجهة نحو تونس العاصمة، ولم يستطع فريعة رفض الداخلية.

فريعة برر موقفه في التحقيقات بقوله: "لم أتوّقع أنني سأكون وزيرا في تلك الظروف الصعبة، ولم أتوقع أنني لو أصبحت وزيرا، سأكون في الداخلية، فعلاقتي بالأمن محدودة، لكنني عندما تلقيت مكالمة هاتفية من الرئيس مساء 12 يناير، أحسست أنني لا أمتلك ردا على تعيينه لي، غير ترديد تلك الجملة التي يحفظها القاموس الرسمي العربي، وهي.. موافق يا سيادة الرئيس، واعتبرني من الآن جنديا من جنود تونس".

ولكن لم يستطع فريعة السيطرة على المتظاهرين، وذلك لقلة خبرته الأمنية، كما أن حلوله السلمية لم تفلح، حيث طلب الاجتماع مع كل رموز المعارضة لكي يهدأ الثوار، ولكن دون جدوى حتى أصبح مقر وزارة الداخلية محاصرا من قبل المتظاهرين.

أما في قصر قرطاج فيروي محسن رحيم، مدير التشريفات الرئاسية الرواية الخطيرة التالية بخصوص بن علي، ويقول: "كان الرئيس مرتبكا، مهموما، يخرج من مكتبه مهرولا، ليتحدث مع مدير الأمن الرئاسي علي السرياطي، ثم يعود‭ ‬مسرعا‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه‭..‬أعترف‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أره‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحالة،‭ ‬منذ‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬الرئاسي‮"‬‭.

حسن الورتاني حاجب الرئيس طيلة سنوات حكمة يقول إن بن علي لم يكن يتوقف عن استقبال وإجراء المكالمات الهاتفية، مستفسرا عن الأوضاع من طرف رجال نظامه، وأحيانا لا يتوقف إلا ليستقبل بعض الوافدين عليه من بناته وأصهاره".

وفي الساعة العاشرة صباحا قبل يوم من الهروب حضرت إلى القصر ابنة بن علي سيرين وزوجها مروان المبروك، برفقة شقيقتها غزوة وزوجها سليم زروق، دخلوا جميعا مكتب الرئيس، الذي احتضن ابنتيه بقوة، ولكنه لم يُجب عن أي استفسار طرحتاه عليه، واكتفى بالإشارة لصهريه بالبقاء إلى جانبهما، حتى يكمل بقية اتصالاته‭ ‬الهاتفية‭ ‬العاجلة‭..

وبعد الإفطار بساعات طلب بن علي من محسن رحيم أن يحضر طائرة رئاسية لتنقل بنات الرئيس وابنه الوحيد، رفقة زوجته، نحو السعودية، وفي تلك اللحظات التي كان يجري فيها مدير التشريفات اتصالاته بهيأة المطار، استقبل الرئيس، ابنته حليمة، احتضنها بقوة، ولم يضيّع وقتا طويلا قبل أن يخبرها بقراره..."صحّا بنتي، حضّري أغراضك حالا، ستنتقلين رفقة شقيقاتك نحو السعودية، لتغيير الجو وأداء العمرة"..سألت حليمة:"وأنت يا أبي، ألن تأتي معنا"..."لا، الوضع خطير ولا يمكنني التخلي عن البلاد في مثل هذه الظروف".

رحيل بنات بن علي إلى السعودية طمأنه قليلا، ولكن زاد القلق بعد أن رأى مروحية تحلق فوق قصره وفيها ملثمون جاؤوا لقتله، وذلك في ظل خوف شديد من اقتحام جموع المتظاهرين القصر، هنا طلب بن علي أن يحمي الجيش ممتلكات عائلة الطرابلسي التي تتعرض للحرق والنهب والتخريب، بعدها قرر بن علي وزوجته الهروب إلى السعودية.