كيف أنقذ نجيب الريحاني حب ميمي شكيب وسراج منير؟
رغم أن زواجهما عام 1942 كان يُعد أحد أقوى وأشهر الارتباطات الفنية، إلا أن القليل يعلم أن زواج النجمة المصرية ميمي شكيب بمواطنها الفنان سراج منير سبقه عاصفة استمرت طويلاً حتى تم الزفاف.
فبعد أن سافر سراج منير الذي ينحدر من أسرة مصرية أرستقراطية إلى ألمانيا لدراسة الطب، لم يشعر بميل لهذه المهنة، في الوقت الذي سحرته السينما بأضوائها، فعشق التمثيل وبالفعل استطاع الظهور في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وعندما عاد لمصر انضم لفرقة يوسف وهبي «فرقة رمسيس»، ثم للفرقة الحكومية، وكان أول بطولة سينمائية له في فيلم في فيلم «زينب» الصامت.
ولعشر سنوات متوالية ظل سراج منير عضواً في فرقة جمعية أنصار التمثيل والسينما ثم انتقل إلى فرقة نجيب الريحاني عام 1934، وبالإضافة للقيمة الفنية للفرقة الشهيرة، كان لانتقال الممثل الكوميدي لفرقة الريحاني سبباً آخر وهو «الحب»!.
الريحاني كان الأستاذ الذي تتلمذت على يده الممثلة المصرية «ميمي شكيب» أحد طرفي الظاهرة الفنية التي أطلقت عليهما السينما المصرية آنذاك لقب «الشكيبتان»، والتي كانت الطرف الثاني فيها شقيقتها الفنانة زوزو شكيب.
فمنذ اليوم الأول الذي وقفت فيه النجمة ميمي شكيب أمام سراج منير في فيلم «ابن الشعب»، وأحس ناحيتها بتيار عنيف يجذبه إليها، حتى أنه انتهز فرصة الاستراحة في أحد المشاهد لضبط الإضاءة ليعرض عليها الزواج، لكنها رفضت طلبه لأنها ليست على استعداد للزواج مرة أخرى.
رفض شكيب الزواج من منير لم يكن قرارها، وإنما كان قرار أسرتها التي كانت تفضل أن تعود لزوجها الأول الذي أنجبت منه ابنها الوحيد الضابط البحري محيي الدين عزت،
وافترق الحبيبان حتى جمعهما العمل من جديد في فيلم «الحل الأخير» عام 1937، وتكرر في المرة الثانية ما حدث في المرة الأولى.
سراج لم يفقد الأمل، وعرض الزواج مرة ثانية على حبيبته ميمي، ولنفس السبب عارضت الأسرة هذا الزواج، ولكنه لم يستسلم، وقرر الاستعانة بصديق الأسرة وأستاذ شكيب الفنان نجيب الريحاني.
الدور الذي لعبه الريحاني جعله يستحق وعن جداره لقب «المنقذ العاطفي»، إذ تمكن من إقناع أسرة الممثلة المصرية بزواجها من سراج منير، بعد أن لمس حبه لها ومبادلتها له نفس الشعور، فوافقت الأسرة وتزوجا في الخامس عشر من سبتمبر عام 1942.
النجمان جسدا سوياً الأدوار الثنائية كزوجين أو حبيبين في أكثر من عمل فني أشهرها؛ «الحل الأخير» عام 1937 و«بيومي أفندي» عام 1949 و«نشالة هانم» عام 1953 و«ابن ذوات» و«كلمة الحق» عام 1953.
ميمي وسراج عاشا معا 15 عاماً في منتهى السعادة حتى توفى منير بالسكتة القلبية عام 1957 وعمره 56 عاماً، وظلت شكيب وفيه له بعد مماته، إذ لم يرد أي معلومات حول زواجها مرة أخرى بعد منير، حتى رحلت عن عالمنا عام 1983 عن عمر يناهز 70 عاماً أي بعد وفاة زوجها بأكثر من 25 عاماً.