فهمي هويدي: فتاوى تحريم العصيان تفوح منها رائحة التوجيه السياسى
انتقد الكاتب والمفكر المصري، فهمي هويدي، الفتاوى التي خرجت خلال الأيام الأخيرة لتحرم العصيان المدني والإضراب العام، تلبية لدعوات عدد من القوى السياسية للضغط على المجلس العسكري لسرعة تسليم السلطة لمدنيين، على الرغم من عدم اقتناعه شخصياً بالإضراب أو بمبررات العصيان المدني، لأسباب ليست شرعية ولا علاقة لها بالحرمة.
الكاتب والمفكر المصري قال في –مقاله بصحيفة الشروق المصرية- إن القول بحرمة الإضراب أمر مستغرب. ذلك أننا نعلم أن التحريم لا يكون إلا بنص صريح في القرآن. كما نعلم أن أئمة الفقه إذا استهجنوا أمرا واستنكروه فإنهم كانوا يقولون بكراهته وليس حرمته.
وأضاف: إنني استغرب الحكم بتأثيم من يشترك في الإضراب أو العصيان. إذ القول بذلك يفترض حرمة التصرف وهو أمر غير قائم كما ذكرنا، خصوصا أن التظاهر أو الاعتصام قد يكون من مقتضى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، المطلوب شرعا.
هويدي اعتبر أن إطلاق القول بحرمة أو حتى كراهة التظاهر أو العصيان هو قول فاسد من الناحية الأصولية، لأن العبرة بالقصد من وراء ذلك وبثبوت غلبة الضرر على المصلحة في الحالة موضوع الفتوى.
وأعرب عن قلقه من تسيس الفتاوى لخدمة مصالح من هم في السلطة فقال: إنني أخشى على الفتاوى التي تصدر وعلى خطاب المؤسسة الدينية بشكل عام من التأثر بالأجواء السياسية. ولا أخفى أننى شممت فى ثنايا ما صدر من فتاوى أو بيانات رائحة التوجيه السياسى. بما يعنى أنها صدرت لوجه العسكر وليس لوجه الله.
هويدي حذر من عودة ما يسمى بـ«ترزية» الفتاوى، على غرار «ترزية» القوانين الذين عانت مصر منهم طويلا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
واختتم قائلا: إننا مفتوحو الأعين دائما لتدخل الدين في السياسة. في حين نغض الطرف عن تدخل السياسة في الدين. والموضوع الذي نحن بصدده يبدو نموذجا لذلك الصنف الأخير.