جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

سعدالدين الشاذلي البطل الحقيقي لحرب أكتوبر الذي أخفاه مبارك

الاحد 12 فبراير 2012 | 10:53 صباحاً
1225
سعدالدين الشاذلي البطل الحقيقي لحرب أكتوبر الذي أخفاه مبارك

في هدوء يمر عام على رحيل الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، تماما كما كان رحيله في هدوء وبدون صخب، لأن مفارقة القدر جعلت رحيله قبل ساعات من تنحي سارق تاريخه عن الحكم.

الشاذلي الذي لفظه محمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات، لم ينساه التاريخ، لأن المشوشين لن يغيروا الحقائق مهما طال الزمن.. تصدر المشهد قافزون على انتصار حرب أكتوبر الذين كان الشاذلي فيه بطلا بارزا، ولكن يعود الحق لأهله.. ولكن العودة كانت متأخرة.

بالتأكيد كانت واحدة من أمنيات الفريق الراحل أن تحتفي مصر بإنجازاته في حرب أكتوبر المجيدة، التي كان مبارك لها بطلا أولا وأخيرا.. كان محاربا فريدا.. طبّل له الجميع، وتناسوا أن من ورث مبارك بطولاته.. لا يزال على قيد الحياة.

10 فبراير 2011 كتبت نهاية الشاذلي، قبل ساعات من تنحي مبارك 12 فبراير، المصريون طبعا كانوا مشغولين بما يجري في كواليس القصر الرئاسي.. كما كانوا مشغولين في أول ذكرى وفاته بالعصيان المدني وما سيسفر عنه من خسائر.

وبطولات الشاذلي لم تكن فقط خلال حرب أكتوبر، ولكنه كان عسكريا متميزا حظي باحترام الجميع لأول مرة في عام 1941 عندما كانت القوات المصرية البريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء العربية، خلال الحرب العالمية الثانية، وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب، وبقي الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة.

مرة أخرى يثبت الشاذلي نفسه في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء، وقتها انقطعت الاتصالات مع قيادته، عندها اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدولية، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات، وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية التي أصدت إليه الأوامر بالانسحاب فورا.

العدوان الإسرائيلي كان يدك المواقع العسكرية المصرية.. والشاذلي كان في إسرائيل، ظروف صعبة للانسحاب، ولكن القائد المصري نجح في الرجوع بقواته إلى مصر في أرض يسيطر عليها العدو تماما، وبالحدود الدنيا للمؤن لم يخسر إلى 10% فقط.

هذه الحادثة أكسبت الشاذلي سمعة متميزة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة، والصاعقة والمظلات، وكانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات والصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة.

وفي حرب أكتوبر ظهرت إمكانيات الشاذلي في التخطيط الحربي، حتى وصف بأنه "الرأس المدبر" للهجوم المصري الناجح على خط بارليف، ويرجع البعض خروجه من الجيش إلى اختلافه مع الرئيس أنور السادات وانتقاده له بسبب ما اعتبره قرارات خاطئة أثناء سير العمليات على الجبهة.

وفى عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية، وهو ما جعله يتخذ قرارا بترك منصبه كسفير، واللجوء سياسيا إلى الجزائر، وهناك كتب مذكراته عن حرب أكتوبر، واتهم فيها الرئيس أنور السادات باتخاذه قرارات خاطئة رغم جميع النصائح من المحيطين به أثناء سير العمليات على الجبهة، مما أدى إلى وأد النصر العسكري والتسبب في ثغرة الدفرسوار.

الفريق الشاذلى عاد إلى مصر عام 1992 بعد 14 عاما، وتم القبض عليه فور وصوله مطار القاهرة قادما من الجزائر بتهمتي إصدار كتاب دون موافقة مسبقة وإفشائه أسرارا عسكرية، عاش الفريق الشاذلي بعد ذلك في القاهرة إلى أن توفى العام الماضي قبل تنحى الرئيس السابق مبارك بيوم، وشيعت جنازته العسكرية من مسجد أبوبكر الصديق بمصر الجديدة في وداع حزين، حضره عدد من قادة القوات المسلحة.