سوريا قتلت جنبلاط.. شاهد يروي تفاصيل ليلة الإغتيال
احتفلت لبنان بذكرى مرور 35 عامًا على اغتيال الزعيم كمال جنبلاط والذي وقع يوم 16 مارس من عام 1977، وقام نجله السياسي اللبناني وليد جنبلاط بوضع علم الثورة السورية على ضريحه.
احتفال المختارة الذي أعقبه مهرجان عصراً في بعقلين حضره جنبلاط والنائب مروان حمادة ونواب المنطقة الآخرون وقيادات حزبية وتخللته كلمات مع مفارقتين: الأولى، نشر مقالات على موقع «الحزب التقدمي الاشتراكي» صوّبت على النظام السوري ومسؤوليته عن اغتيال الزعيم.
الثانية، نشر حديث صحافي مع قائد الشرطة القضائية السابق العميد الركن المتقاعد عصام أبو زكي الذي كان من أوائل الذين تولوا التحقيق في جريمة اغتيال جنبلاط ومرافقيه، وهو عمد إلى جمع الأدلة من مسرح الجريمة بعدما كان أول من وصل إليه.
أبو زكي قال: «يوم الجريمة كانت سيارة «البونتياك» التي استقلها الجناة متوقفة عند مثلث بعقلين قرب حاجز سوري برئاسة الضابط السوري محسن سلّوم. كانت مهمة مَن في السيارة رصد تحركات سيارة كمال جنبلاط اثر خروجها من المختارة، فما إن مرّت سيارته حتى لحقت بها «البونتياك» وكان جنبلاط في سيارته «المرسيدس» التي كان يقودها مرافقه حافظ الغصيني، وفي الخلف جلس مرافقه الآخر العريف في قوى الأمن الداخلي فوزي شديد، متوجهين في اتجاه بيروت.
الساعة كانت تقارب الثانية والربع بعد الظهر، عندما اعترضت سيارة «البونتياك»، وفي داخلها أربعة أشخاص مسلحين، اثنان منهم بلباس عسكري مرقط، سيارة جنبلاط عند منعطفات دير دوريت، وترجّل منها المسلحون شاهرين سلاحهم واقتادوا السائق حافظ الغصيني مع العريف فوزي شديد الى سيارة «البونتياك»، وصعد اثنان من المسلّحين الى سيارة المرسيدس حيث كان الشهيد جنبلاط، فقادها أحد المسلّحين فيما جلس الآخر في المقعد الخلفي، وتبعتهم سيارة «البونتياك»، وفي داخلها المسلّحَان الآخران ومعهما مرافقا جنبلاط.
أبوزكي أضاف: "ثبت لدينا من خلال التحقيق، أنّ الشهيد جنبلاط عندما شعر بالخطر، وكونه في منطقته وبين أهله، حاول أن يلفت إليه الانتباه فقام بتغيير وجهة السيارة، وعندما أوقفها المسلّح الذي كان يقودها في شكل مفاجئ اصطدمت «البونتياك» التي كانت تسير خلف المرسيدس بمؤخرتها من ناحية اليسار، وتم إطلاق النار على الشهيد جنبلاط على يد المسلّح الذي كان يجلس خلفه».
العميد عصام أبو زكي تابع: «أنزل المسلّحان في سيارة «البونتياك» فوزي شديد وحافظ الغصيني وأطلقا عليهما الرصاص، ثم فرّوا جميعاً في سيارة «البونتياك» التي كانت تحمل لوحات عراقية، إلا أنهم، اصطدموا بمرتفع ترابي فتركوها واستقلوا بالقوة سيارة «فيات» كانت تمرّ مصادفة في المكان يقودها سليم حداد الذي أكد في إفادته أنهم كانوا أربعة مسلحين: اثنان بملابس مدنية وآخران بملابس عسكرية وكانت لهجتهم سورية، وكانوا عندما يمرون على حواجز القوات السورية يبرزون بطاقات خاصة «فيضربون لهم السلام». وعندما نزلوا إلى مكتب قوات الردع السورية في الصالومي قالوا لحداد «إذا حكيت أي كلمة ستموت».
أبوزكي قال رداً على كيفية توصل التحقيق إلى معرفة هوية أحد المسلّحين الأربعة الذين نفذوا عملية الاغتيال: «إنه الرائد السوري ابراهيم حويجي، الذي كان مسؤولاً عن مكتب المخابرات السورية في مستديرة الصالومي، والذي تسلّم سيارة «البونتياك» واحتفظ بها. ولدينا إفادات تؤكد أنه كان يقود «البونتياك» ويستخدمها في تنقلاته الشخصية.
العميد تابع: "توصلنا فعلاً إلى اكتشاف تطابق صفاته على أحد المسلّحين الأربعة. كما أنّ الشاهد سليم حداد، الذي نقل المسلّحين إلى الصالومي، أكد أن شخصاً جلس بجانبه وكانت لديه رتبة عسكرية عالية، وكان عناصر الحواجز السورية الذين ينتشرون على الطرق يؤدون له التحية العسكرية، والدليل انهم قصدوا الصالومي حيث كان مركز الرائد حويجي». ويؤكد «أنّ حويجي رقّي بعد ذلك وصار مدير المخابرات الجوية في سورية، وكان الزعيم وليد جنبلاط أكد أنه التقى حويجي في ليبيا خلال زيارة قام بها الى هناك».