الخواجة بيجو.. شخصية جسدها فؤاد راتب 20 عاماً

رغم أنه مسلم مصري الجنسية، إلا أن تجسيده للشخصية الشهيرة «الخواجة بيجو» بشكل متقن جعل الكثيرون يعتقدون أنه ممثل أجنبي بالفعل..ولكن الحقيقي أن أشهر خواجة عرفته السينما المصرية هو ممثل مصري اسمه محمد فؤاد أمين راتب

مشوار راتب الذي وُلد في 15يناير 1930 في الزقازيق مع الفن بدأ منذ الصغر، إذ عشق التمثيل، والتحق بالمسرح المدرسي أثناء دراسته، ولكن عندما انتهى من دراسته التحق بوظيفة صغيرة في مصنع لتعبئة الشاي والصابون، ثم تركها إلى وظيفة في اتحاد الصناعات المصرية، وأبدى نشاطًا حتى تدرج وأصبح مديرًا إداريًا للعلاقات العامة بها، ثم عمل بالهيئة الأسيوية الأفريقية للشؤون الاقتصادية.

حب ابن أمين بك راتب مدير التعليم في الزقازيق وقتها كان يكبر داخله، ولم تؤثر المهام الوظيفية التقليدية على عشقه للفن، فقرر الانضمام لفرقة البرنامج الإذاعي «ساعة لقلبك»، والذي مثّل الانطلاقة الحقيقية له في السينما المصرية.

حكاية راتب مع شخصية «الخواجة بيجو» بدأت بعد انضمامه لفرقة البرنامج الإذاعي الشهير،  إذ ظل يجسد في «ساعة لقلبك» شخصية الخواجة لحوالي 20 عاماً، وكان يزامله في الفرقة عباقرة الكوميديا وقتها أمثال؛ أمين الهنيدي، وفؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي.

«بيجو» كوّن مع الفنان محمد أحمد المصري الشهير بـ«أبو لمعة» ثنائياً ناجحاً، حيث كان يتقابل في حلقات البرنامج، «الخواجة بيجو» مع «أبو لمعة» الشهير بالـ«فشر» الغير منطقي، والكذب الذي لا يقبله أي منطق، مما يؤدي إلى إثارة الخواجة ليطلق الإفيهات التي عشقها الجمهور المصري، ومن أشهرها؛ «يا أخواتي.. يا النافوخ بتاع الأنا»، «يا خبيبي»، وغيرهما.

الفنان الكوميدي قدم بجانب عمله في برنامج «ساعة لقلبك» حوالي 12 فيلماً هم؛ «بحبوح أفندي» 1954، و«بنادي عليك» 1955، و«إسماعيل يس في مستشفى المجانين»، و«شارع الحب» 1958، و«عودة الحياة»، و«حماتي ملاك» 1959، و«الأزواج والصيف» 1961، و«ملك البترول» 1962، و«عروس النيل» 1963، و«أجازة بالعافية» 1966، ومسرحية واحدة هي «حضرة صاحب العمارة» 1970.في عام 1968 سافر فؤاد راتب إلى الكويت بطلب من «شركة الأسمدة الكويتية» وتولى تنظيم العلاقات العامة حتى عام 1972، ثم التحق بعدها بالعمل في التلفزيون الكويتي كعضواً ومقرراً في جميع اللجان والاجتماعات التي يعقدها التلفزيون، كما عمل في قسم المنوعات.«درب الزلق» كان آخر مسلسل قدمه «الخواجة بيجو» في التليفزيون الكويتي، وكان مصاباً بالشلل حينها، وشاركه بطولة المسلسل الفنانة الكويتية «سعاد عبد الله»، والممثل الكويتي أيضاً «حسن عبد الرضا»، ثم عاد بعدها إلى مصر.حالة من الإهمال، والنسيان عانى منها «الخواجة بيجو» بين أبناء بلده، مما جعله يصاب بالاكتئاب، إذ كان يأمل بالاستفادة من خبرته في بعض الأعمال في البرامج الإذاعية أو في كتابة النصوص الكوميدية للمسرح والتلفزيون، ولكن لم يكن يسأل عليه أحد سوى الفنان المصري فؤاد المهندس، ومحمد عوض.وفاة «الخواجة بيجو» كانت في 18 يونيو عام 1986، حيث كان في زيارة لوالدة زوجته بمنطقة العجوزة، وكان جالس يشاهد مباريات كأس العالم، بعدها شعر بتعب، وفاجأته أزمة قلبية فارق على إثرها الحياة.