جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

استيفان روستي.. سكن قصرًا في فيينا وعمل «بوسطجي» في مصر

الاربعاء 04 ابريل 2012 | 03:38 صباحاً
القاهرة – Gololy
522
استيفان روستي.. سكن قصرًا في فيينا وعمل «بوسطجي» في مصر

شرير ظريف.. هكذا تعودنا عليه، في كل مشهد يظهر فيه ننتظر أن تحدث كارثة، ولكن لا نستطيع أن نخفي الابتسامة، إنه استيفان روستي ذلك الفنان الذي ولد لأسرة أرستقراطية في النمسا، وهربت به أمه إلى القاهرة ليعمل "بوسطجي".

واستيفان روستي ابنا لأسرة ثرية، كان أبوه بارون نمساوي من اكبر العائلات الأرستقراطية وكان يسكن قصرا في فيينا وتعرف على والدته الايطالية في روما وتزوج منها وأنجبا إستيفان أثناء عمل والده سفيرا في القاهرة.

معاناة استيفان روستي بدأت بعد أن ترك والده العمل السياسي، ورغب في العودة إلى بلاده، حينها رفضت الأم الرحيل معه، وقررت البقاء مع ابنها في مصر، وحتى تهرب من محاولة والده لخطفه اختفت مع ابنها استيفان وهربت به إلى الإسكندرية وعاشا في منطقة رأس التين والتي التحق استيفان بإحدى المدارس فيها.

وأثناء دراسته ظهرت موهبة التمثيل لديه، وكان عشقه للفن سببا في فصله من المدرسة، فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل بوسطجى وتم قبوله واستلم عمله، وقبل مضى ثمانية أيام على تعيينه جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن استيفان يعمل ممثلا وقت أن كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة لدى البعض ويعتبرها الناس من الأمور المعيبة، فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد استيفان نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك.

وفى إيطاليا أتاحت له الظروف أن يعمل مترجما، ومن خلال عمله التقى بكبار النجوم هناك وكان يتردد على المسرح الإيطالي وأتيحت له فرصة ممارسة السينما عمليا هناك، فعمل ممثلا ومساعدا في الإخراج ومستشارا فنيا لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربي للشركات السينمائية الإيطالية التي تنتج أفلاما عن الشرق والمغرب العربي، بعد ذلك سافر استيفان إلى فرنسا وعمل في السينما هناك ومن باريس سافر إلى فيينا ليشارك في إحدى الروايات المسرحية.

وفى عام 1924 عاد استيفان إلى مصر، وأمام صعوبات الحياة تزوجت أمه فيما بعد من أحد الإيطاليين، فبدأت متاعب استيفان تتزايد فقرر أن يهجر البيت واتجه إلى العمل المسرحي، ليعمل في فرقة عزيز عيد بعد أن فوجي "عيد" بأن استيفان يجيد الفرنسية والإيطالية بطلاقة.

وبعد أن انفضت فرقة عزيز عيد، انضم الممثل النابغة بعدها إلى فرقة نجيب الريحاني، ثم عمل بعد ذلك في فرقة يوسف وهبي ووصل إلى القمة، كما قام بتعريب العديد من الروايات لفرقة يوسف وهبي والتي حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.

عمل استيفان روستى بعد ذلك في الإخراج، وكانت باكورة أعماله في مصر فيلم «ليلى»، الذي عرض بسينما متروبول في 16 نوفمبر عام 1927 في حفل حضره حشد كبير من الفنانين والصحفيين ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا ليكون أول فيلم روائي مصري مائة بالمائة في إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله، وبعد هذا الفيلم سارت عجلة السينما في مصر إلى الآن.

قدم استيفان روستى طوال مشواره الفني حوالي 380 فيلما سينمائيا من تمثيل وإخراج وتأليف، استطاع فيها أن يقدم أداء تمثيلياً فريداً من نوعه لم يقلد فيه أحدا ولم يتمكن أحد من تقليده.

عام 1964 انطلقت إشاعة وفاته بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الإشاعة، وفي منتصف الحفل جاء استيفان روستي إلى مقر النقابة ليسود الذعر الحاضرين وانطلقت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحاً بوجوده على قيد الحياة.

ولكن لم تمر إلا أسابيع قليلة، حتى رحل استيفان فعليا.. وهو لا يملك سوى 7 جنيهات بعد رحلة كفاح قدم فيها الكثير.