جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

الفن والجاسوسية (3).. هل قُتلت أسمهان بسبب «معلومة»؟

السبت 07 ابريل 2012 | 03:25 مساءً
القاهرة - Gololy
2572
الفن والجاسوسية (3).. هل قُتلت أسمهان بسبب «معلومة»؟

عاشت الفنانة السورية الراحلة أسمهان طفولة صعبة، وحياة باذخة، ونشأت في ظل ظروف أسرية متقلبة، مما جعل شخصيتها مختلفة، صعب على الكثير فهمها، ورحلت أيضاً بلغز لم تُحل إلى الآن خيوطه..

اسمها الحقيقي «آمال الأطرش»، والدها هو «فهد الأطرش» الذي لعب دوراً مهماً في الحياة السياسية في سوريا، وشقيقها هو الفنان الراحل «فريد الأطرش»، أما الملحن المصري داود حسني فهو من أطلق عليها اسمها الفني «أسهمان».

أسمهان وُلدت في24 نوفمبر 1912، على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها والسلطات التركية، ليتجهوا إلى سوريا، وتحديداً جبل الدروز بلد آل الأطرش، وهناك عاشت الأسرة حياة سعيدة حتى وفاة الأمير فهد، لتقرر الزوجة بعدها الهروب إلى مصر على إثر قيام الثورة السورية الكبرى.

أسرة أسمهان أقامت في حي الفجالة، وقد عانت أيام بؤس وفقر، حتى أن والدتها الأميرة علياء اضطرت للعمل في الأديرة، وحفلات الأفراح لإعالة الأسرة، وكان فريد حينها في بداية حياته الفنية، لتبدأ بعده أسهمان تخطو خطواتها الأولى نحو عالم الفن.

الأميرة آمال شاركت أخاها العمل في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، ومن ثم راح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية.

وفي الوقت الذي جاء فيه الأمير حسن الأطرش ليمنع أسمهان من العمل في المجال الفني، حفاظاً على سمعة العائلة، وقع في غرامها وتقدم لطلب يدها، لتوافق أسمهان على الزواج منه تحت ضغط من الأسرة، وتعتزل الغناء.

الخلافات سرعان ما بدأت بين الزوجين بعد أن رُزقا بطفله اسمها «كاميليا»، وبعد أن عاشت أميرة لجبل الدروز طيلة فترة زواجها بالأمير حسن، طلبت الطلاق وعادت من سوريا إلى مصر، لتبدأ مشوارها السينمائي الذي لم تقدم فيه سوى فيلمين هما «انتصار الشباب» الذي انتهى بزواجها من مخرجه أحمد بدرخان، وهو الزواج الذي انتهى سريعاً أيضاً، و«غرام وانتقام».

صاحبة العينين الساحرتين قيل إنها كانت تعيش حياة بذخ، وإسراف، وقال صديقها المقرب الصحفي المصري الراحل محمد التابعي عنها إنها كانت مدمنة على الشرب، وكانت دائماً ما تقول له إنها لا تحب أن ترى الكأس مليئاً أو فارغاً، كما كانت تدخن بشراهة.

حالة أسمهان التي رحلت عن عمر يناهز 31 عاماً في حادثة غرق غامضة في 14 يوليو 1944، دائماً ما كانت متقلبة، حتى أنها كانت تبكي بشدة مع كل احتفال بعام جديد في عمرها، وكأنها كانت تشعر بقرب أجلها.

البعض ربط بين حادثة غرق أسمهان، وبين الروايات التي أشارت إلى تعاونها مع شبكات تجسس بريطانية ومن ثم فرنسية، وألمانية، حيث ذكرت هذه الروايات أن حاجة الأميرة للمال جعلها فريسة سهلة للمخابرات البريطانية، خاصة أنها كانت مقلة في أعمالها، وكانت ترفض إحياء الحفلات الخاصة.

أحد هذه الروايات ذكرت أن أسمهان اتفقت مع المخابرات البريطانية على أن تساعد بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية، وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية «الديجولية».

الرواية أكدت أن المطربة عادت إلى زوجها الأمير حسن بتدخل من البريطانيين الذين أغدقوا عليها بالمال الوفير، بعد أن نجحت في المهمة التي طُلبت منها، إذ أقنعت عشائر الدروز من خلال الأمير حسن الأطرش بالانضمام إلى الحلفاء، ولكن مع الوقت ساءت الأحوال بينها وبين زوجها من جديد، وبالفعل طُلقت منه لثاني مرة، وتخلى عنها الإنجليز بعد أن بدأت ترفض القيام بمهام جديدة، بعد أن تأكدت أنها أدخلت نفسها في سلسلة من المهام التي لا نهاية لها.

رغبة أسمهان في العدول عن قرارها بالدخول في عالم الجاسوسية تخالف مع حاجتها الدائمة للمال، إذ قيل إن بعد تخلي الإنجليز عنها، لجأت للعمل مع الاستخبارات الفرنسية «الديجولية»، ومن ثم الألمانية، وبذلك أصبحت عميلة مزدوجة.

بعد طلاق أسمهان من الأمير حسن، تزوجت الفنان والمخرج المصري أحمد سالم عرفياً في القدس، حيث كانت مقيمة هناك، وعادت معه إلى مصر، لكن لم يستمر زواجهما طويلاً، وانتهى بمحضر في الشرطة بعد أن أطلق عليها النار في منزل الزوجية.

المخابرات البريطانية قررت التخلص من أسمهان-بحسب بعض الروايات- التي لم تستطع الحفاظ على أسرارها حول علاقتها ببريطانيا والحلفاء، وخيانتها للحلفاء بتعاونها مع ألمانيا، وخلال تلك الفترة كانت أسمهان تصور آخر أفلامها «غرام وانتقام»، فاستأذنت من منتج العمل يوسف وهبي لتأخذ قسطاً من الراحة، و قررت السفر إلى رأس البر.

وفي رحلتها التي رافقتها فيها صديقتها ووصيفتها مارى قلادة، لاقت المطربة أسمهان مصرعها على إثر حادث غرق في ترعة «الساحل حالياً»، ولم ينج من الحادث سوى السائق الذي اختفى، بينما انتشل الأهالي جثة أسمهان وصديقتها.

اختفاء السائق أثار الشبهات حول فكرة تدبير الحادث لاغتيال أسمهان، الأمر الذي جعل الكثيرون يربطون بين الحادث، ورغبة الاستخبارات البريطانية في التخلص منها، في الوقت الذي أشارت فيه أصابع الاتهام لزوجها الثالث أحمد سالم.

بل وذهب البعض إلى اتهام سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم بالضلوع في تدبير الحادث، للتخلص من الفنانة التي نجحت في تكوين شعبية جماهيرية كبيرة في العالم العربي بصوتها الساحر.

رواية أخرى ذكرت أن الملكة الراحلة نازلي والدة ملك مصر الراحل فاروق الأول، كانت وراء تدبير حادث اغتيال أسمهان، بسبب غيرتها منها على حبيبها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الذي كان معجباً بالفنانة السورية.

وبين كل هذه الروايات تبقى حقيقة واحدة وهي أن بداية ونهاية أسمهان كانت من مكان واحد وهو «الماء»، ففي الوقت الذي وُلدت فيه على متن باخرة في البحر، لاقت مصرعها في ترعة، تاركة لغزاً كبيراً حول حقيقة تدبير حادث لقتلها أي كان من ورائه، أو أنها توفت نتيجة حادث عادي!.