جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

صدفة قادت توفيق الدقن ليصبح أشهر شرير في السينما المصرية

الاثنين 23 ابريل 2012 | 03:54 مساءً
القاهرة - Gololy
1423
صدفة قادت توفيق الدقن ليصبح أشهر شرير في السينما المصرية

«أحلى من الشرف مافيش»، «همبكة»، «يا اة يا اة»..إفيهات شهيرة أطلقها الممثل المصري الراحل توفيق الدقن، الذي وبالرغم من كونه أشهر شرير عرفته السينما المصرية، إلا أن أدائه الذكي تميز بخفة ظل مكنه من كسب قلوب المشاهدين.

الدقن وُلد في 5 مارس عام 1924 في قرية «هورين» ببركة السبع التي كانت تتبع وقتها محافظة الغربية قبل أن تنتقل إلى محافظة المنوفية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، نشأ في أسرة متدينة تتألف من خمس بنات وأربعة أولاد.

وبسبب وفاة شقيقه الأكبر منه الذي وُلد عام 1920، احتل الدقن مكانة غالية في قلب والده الذي قيل إنه لم يستخرج لتوفيق شهادة ميلاد، وعاش بشهادة ميلاد أخيه المتوفى، وألتحق بكتاب القرية لحفظ القرآن، وحصل على الابتدائية من مدرسة «المساعي المشكورة» بالمنوفية، ولظروف خاصة بعمل الأب اضطرت الأسرة للانتقال إلى المنيا، وهناك حصل على الإعدادية والتوجيهية.

ورغبة منه في مساعدة والده على تحمل أعباء الأسرة، عمل توفيق بالحسابات في ورش السكك الحديدية، و أيضاً عمل كاتب مخالفات في نيابة المنيا، لتأتي الصدفة بعدها في قيادته لعالم الفن.

توفيق كان يحب لعب كرة القدم، وذات مرة بعد أن أنهى مباراة في جمعية الشباب المسلمين بالمنيا، كان من المفترض أن تُعرض رواية «حب الأبرياء» على مسرح الجمعية، وتغيب عبدالعزيز خليل الذي كان سيقوم بدور الشرير، مما وضع الفرقة في مأزق، خاصة الفنانة المصرية روحية خالد التي أصيبت بالتوتر.

روحية بحثت عن ممثل آخر، وبالفعل وجدت ضالتها في توفيق الدقن الذي رفض في البداية تمثيل الدور، ليقبل بعد إقناعها له بقبول الدور الذي أداه بتفوق صفق له جمهور الحاضرين.

نجاح الدقن في تمثيل هذا الدور دفع روحية والممثل المصري فتوح نشاطي بتشجيعه على مواصلة مشواره في عالم الفن، الأمر الذي رفضه والده، فقرر السفر إلى القاهرة، والالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ولكنه قدم طلب نقل من فرع السكك الحديدية في المنيا إلى القاهرة.

الممثل القدير لم ينجح فقط في التخرج بتفوق من المعهد عام 1950، ولكنه كان الأول على دفعة المعهد الثانية، فتم تعيينه وفقاً لقواعد المعهد بالمسرح القومي، وأصبح عضواً ممثلاً بفرقة المسرح القومي.

فيلم «ظهور الإسلام» كان أول أفلام توفيق لدقن، وفيه قام بدور بسيط ولكن بشكل بارع لفت له أنظار الوسط الفني عام 1951، وكانت مسرحية «الناس ايللي تحت» أول أعماله المسرحية، لتأتي انطلاقته الفنية بعد ذلك من خلال بطولة فيلم «درب المهابيل» ليوسف شاهين، لتتوالى بعدها النجاحات.

توفيق الدقن لصقه المخرجين بنمطية الأدوار، إذ اشتهر بأدوار اللص، والبلطجي، السكير، العربيد، وغيرها من نفس النوعية، حتى أن الناس البسطاء كادوا أن يصدقوا أن هذه الأدوار تشكل طبيعة الممثل الحقيقية.

ويروى أن أحد البسطاء الذين صدقوا طبيعة الممثل الشريرة في أدواره كانت والدته، التي قدمت من المنيا إلى القاهرة للعلاج بعد أن اعتقدت بالفعل أنه سكير و شرير ولص، فماتت قهراً قبل أن تسمح له الظروف أن يشرح لها أن هذه الصفات مجرد تمثيل في أدواره!.

توفيق الدقن الذي توفى في 26 نوفمبر 1988 قدم أكثر من 500 عمل ما بين السينما، والتليفزيون، والإذاعة، ومن أشهر أعماله مسرحية «سكة السلامة»، مسلسل «أحلام الفتى الطائر»، أفلام «ابن حميدو»، «سر طاقية الإخفاء»، «الناصر صلاح الدين»، وغيرهم.