لماذا أضرب سليمان نجيب عن الزواج ولمن أوصى بثروته؟
عُرف الممثل المصري سليمان نجيب بثقافته الواسعة، وارتباطه بأهل الثقافة والسياسة، منذ صغره، فنشأ جريئاً صادقاً وفياً أديباً فصيح اللسان، عالي التهذيب.
سليمان وُلد في 21 يونيو 1892، ويُقال إن والده كان أديباً مرموقاً، فعنى بتربيته وتثقيفه، بدأ حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان «مذكرات عربجي»، ولكن لم تشبع الكتابة رغبته الفنية الجامحة، فاتجه للتمثيل.
الفنان الراحل أتجه للفن في وقت كان من الصعب على أبناء العائلات المحافظة التي كان ينتمي إلى واحده منهم دخول عالم الفن والتمثيل، وحاربت أسرته موهبته، وحاولت إبعاده عنها بدفعه للعمل في السلك الدبلوماسي، ثم ألتحق بوزارة العدل، وعُين سكرتيراً فيها.
واحتراماً لرغبة والدته، لم يعمل كممثل إلا بعد وفاتها، وبالفعل نجح في أداء أدواره في السينما والمسرح بأسلوب بسيط وغير مبالغ، ولفت الانتباه له في كافة الأدوار التي جسدها، كما أنه تولى إدارة دار الأوبرا عام 1938، وقد أدارها بكل حزم، ووجه أعمالها نحو الغاية المثلى.
على المستوى الشخصي، أضرب الممثل الراحل سليمان نجيب عن الزواج، وذلك عن قرار باختياره، وليس صدفة، لاعتقاد منه أن شريكة حياته قد تسبب له مشاكل هو في غنى عنها، إذ كان يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات، كما كان متخوف أن ينجب أطفال يعيشون في جو من الفقر حال واجهته أي ظروف تؤثر على مستواه المادي، رغم رفاهيته.
الغريب أن سليمان نجيب كان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره، وقد صدق بما تنبأ، إذ رحل في 18 يناير عام 1955 عن عمر يناهز 62 عاماً، وذهبت ثروته لدار الأوبرا المصرية بناء على وصيه منه بذلك.