صورة نادرة للرجل الذي باع التروماي
خرج رمضان أبو زيد العبد من السجن هذا الأسبوع، وذلك بعد أن قام بعملية نصب كبرى باع خلالها التروماي لقروي ساذج، فضلا عن حوادث نصب أخرى.
هكذا بدأ الخبر الذي كتب في جريدة أخبار اليوم في 3/1/ 1948، عن رمضان الذي اعتبر واحد من أشهر النصابين في مصر.
ورمضان وصل إلى مرحلة التعليم الثانوي ثم غادر المدرسة ليستغل مواهبه في النصب وكانت له حوادث كثيرة سابقة، لكن حادث الترام هو العمل الفني الأكبر في حياته، وبعد خروجه من السجن تحدث عن هذه الواقعة بابتسامة، وحين يرى الشك باديا على من يحدثه يقول: خلاص بقى يعنى ح عمل إية تاني.. أبيع البحر مثلا؟
أما تفاصيل الحادث فيقول عنه إنه كان يركب الترام رقم 30 من شارع القصر العيني، ووقف إلى جواره أحد القرويين، فنظرت إليه ووزنته وعرفت أنه سهل.. فأعطيته سيجارة وبدأنا الحديث، وفهم رمضان منه أنه جاء ليبحث عن عمل لأنه لم يجد في بلده عملا يليق به.. وفهم أيضا أنه قدم إلى القاهرة يحمل المال الذي يمكنه من البدء في العمل.
رمضان وجد الفرصة سانحة وبدأ يعرض عليه أعمالا مختلفة، إلا أن جاءت سيرة زحمة الترام، هنا عرض عليه أن يشتريه، وبالفعل اقتنع القروي وذهبا إلى المحامي لتوثيق العقد الذي كان بـ200 جنيه، دفع منها القروي الذي كان اسمه حفظ الله سليمان 80 جنيها، وكتب كمبيالات بـ120 جنيها.
حفظ الله كان لا يجيد إلا قراءة الأرقام، وفي ميدان العتبة وقفا لينتظرا الترام رقم 30، ورتب رمضان الأمر مع الكمساري بعد أن أعطاه بقشيشا بعض المليمات، وبعد أن ركب حفظ الله الترام وفي آخر الخط طالب الكمساري بالحساب.
هنا رد الكمساري: حساب إيه، ليرد حفظ الله: آه.. فاكرني عبيط؟. وزادت دهشة الكمسارى حين قال له حفظ الله: ألم يقل لي أمامك تطالبه بجميع الفلوس وإلا تلغى البيع.. وسأل الكمسارى: أي بيع؟، وقال حفظ الله: الترامواى.. انت ح تنصب عليّ؟ .. وانتهت المناقشة في قسم البوليس.
ومن سوء حظ رمضان أبو زيد أن البوليس كان يحفظ قائمة سوابقه، فقبض عليه وتعرف عليه حفظ الله، ودخل السجن وأمضى فيه سنتين ونصف السنة.
جدير بالذكر أن المؤلف جليل البنداري قام بتحويل هذا الحادث الشهير إلى فيلم سينمائي باسم "العتبة الخضراء" قام أحمد مظهر فيه بدور النصاب الظريف، وإسماعيل يس بدور القروي الساذج.