«القواد» في السينما المصرية.. صورة نمطية وخلفية غامضة
«القواد» هو ذلك الشخص الذي يتولى دور الوساطة بين فتيات الليل وزبائنها أو ذلك الشخص الذي يدير منزلا لممارسة مهنة الدعارة، وهذه الشخصية تناولاتها كثير من الأعمال السينمائية ولكن لم تتعمق في تفاصيلها فظهرت نمطية متكررة في معظم الأفلام.
دائماً ما يتم تجسيد القواد على أنه ذلك الشخص الشرير، اللا أخلاقي، والذي لا يحمل أي مبادئ أو ضمير، ويحتفظ بـ«مذلة» لفتيات الليل التي يقودها، سواء شريط إباحي، أو جواز سفرها لبلادها، أو حتى استغلال حالتها المادية وظروفها الاجتماعية الصعبة.
المتفق عليه أن الشخص الذي يعمل بهذه المهنة سيء السمعة، ولكن لم تحاول السينما نقل أي صورة عن خلفية هذا الشخص، أو أن تفتح الأبواب التي قد تدفع أي إنسان للجوء لهذا الطريق الغير شريف، ونادراً ما تتعرض لمشوار هذا الشخص قبل احترافه هذا المجال.
هذا الأمر يعاكس تماماً ما تهتم به السينما المصرية في الشكل الذي تظهر به فتاة الليل التي غالباً ما تظهرها الأفلام المصرية بالفتاة المغلوبة على أمرها، والتي دخلت هذا الطريق رغماً عنها، وكأنها تحاول أن تبرر عمل الفتاة بهذا المجال وتريد كسب تعاطف المشاهدين معها، ووضع كل المسئولية على ظروفها وعلى الشخص الذي تقع تحت رحمته وهو «القواد».
ومن أبرز الفنانين الذين قادوا نمطية «القواد» في السينما المصرية؛ محمود عبدالعزيز في فيلم «درب الهوى»، عادل أدهم في فيلمي «الأنثى والذئاب» و«آه يا ليل يا زمن»، صلاح نظمي في «أبي فوق الشجرة»، إدوارد في «الديكتاتور»، خالد صالح في «الريس عمر حرب»، كمال الشناوي في «المرأة المجهولة»، سعيد صالح في «أشياء ضد القانون».