في مئوية ميلاده.. إسماعيل ياسين الفقير خطف سمكة من فم القطة ليأكلها.. فيديو نادر
شهدت حياة نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين تقلبات كثيرة، ففي الوقت الذي كان يضحك فيه الملايين من الشعب العربي، كان يخفي وراء ابتسامته الشهيرة مأساة حقيقية عاشها في بداية حياته، حتى بعد وصوله لقمة النجومية، فقد انحدرت به الظروف مرة أخرى، ليتوفى محطماً كسيراً بعدما انحصرت عنه الأضواء غير آبهة بمشواره الفني.
النجم الملقب بـ«الضاحك الباكي» تمر اليوم المئوية الأولى لميلاده في 15 سبتمبر عام 1912، ورغم كل هذه السنوات إلا أنه لازال نجوم نجوم الكوميديا بلا منازع ولازالت أفلامه في المقدمة.
اسماعيل يس عاش يتيما فقد توفيت والدته وهو لا يزال طفلاً صغيراً ليشق بعدها حياته في ظل رعاية والده، وجدته لأمه التي اعتقدت أن والد الفنان الراحل كان سبباً في وفاة ابنتها، وبالتالي عاش إسماعيل في كنف جدته بعيداً إلى حد ما عن والده.
وبحسب رواية إسماعيل ياسين في فيديو نادر يحمل تسجيل صوتي له في أحد البرامج الإذاعية، حلم الفنان الراحل بأن يكون مطرباً وأن ينافس موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، بل وأقنعه البعض بالسفر من بلدته السويس إلى القاهرة ليدرس الموسيقى، ويبدأ في الاستعداد لدخول عالم الفن من أوسع أبوابه لإعجابهم بصوته!.
سمعة «سرق» بحسب تعبيره 6 جنيهات من جدته لامه، وهرب على القاهرة في سن الـ17 عاماً، ولكنه عاش أياماً شديدة الصعوبة عندما وصل للقاهرة، حيث استقبله بعض أقاربه بجفاء، ورفضوا مساعدته في أن يكون فناناً، فاضطر للاعتماد على نفسه في الوقت الذي كان قد أنفق كل مليماً في جيبه.
مواقف شقية كثيرة تعرض لها إسماعيل ياسين رواها بنفسه، تدل على صبر نجم الكوميديا الراحل على صعوبة حياته، والذي أوصله في النهاية لتحقيق هدفه، ولعل أبرزها اضطراره للنوم في مساجد السيدة زينب لعدم قدرته على تأجير مكان يأويه، وحتى بعد اتخاذه من حجره مكاناً للعيش فيها، لم يكن فيها أي أثاث أو مفروشات للنوم عليها، فكان يشتري جريدة الأهرام ليتغطى بأوراقها.
ومن المواقف التي رواها إسماعيل بتأثر شديد، هو عندما رأى قطة تحمل في فمها سمكة، فجرى وراء القطة ليأخذ السمكة، ويأكلها من شدة الجوع والفقر الذي كان يعيش فيه!.
إسماعيل ياسين الذي توفى في 24 مايو من عام 1972 عن عمر يناهز 59 عاماً إثر أزمة قلبية حادة قدم للسينما المصرية والعربية تراثاً فنياً تفخر به سواء مسلسلات أو أفلام أو مسرحيات، ولكنه لم يحصل في المقابل على التقدير الذي يستحقه بحسب رأيه، وهو ما كان يتمناه في آخر أيامه بعدما انحصرت الأضواء عنه، وكان يضطر لقبول أدوار لا تتناسب مع مكانته الفنية ليدبر قوت يومه.. ولكن في المقابل سيظل إسماعيل ياسين عالق في ذهن وقلب كل مشاهد بحركاته وابتسامته و«قفشاته» الشهيرة ولعل أبرزها «يا نور النبي».