في ذكرى وفاته.. اقرأ رسالة أحمد عرابي التي أغضبت المصريين
في مثل هذا اليوم، 21 سبتمبر من عام 1911، وعن 71 عاماً، توفى قائد الثورة العرابية أحمد عرابي، والذي حُكم عليه ورفاقه بالنفي إلى جزيرة سيلان عام 1882، ليمكث هناك 19 عاماً، ولكن حنينه إلى الوطن لم ينته، حتى عاد، بعد العفو عنه، عام 1901.
عرابي أرسل عدة اعتذارات إلى الملكة فيكتوريا، حتى أن جريدة المقطم، والتي كانت موالية للاحتلال الإنجليزي، نشرت نص التماس صرح به لأحد المراسلين البريطانيين عندما أجرى معه حواراً، حيث بدأه بإسباغ الثناء على إنجلترا وإصلاحاتها في مصر قائلاً :«إنني أبغى أن أموت في بلادي، بين أهلي وخلاني، وأشتهى أن أرى مصر والذين أحبهم قبل دنو أجلى، فإذا أذنت لى إنجلترا في الذهاب إلى مصر، فإنني أذهب كصديق لا عدو مقاوم، وأقسم بشرفي أنني لا أتصدى للسياسة بوجه من الوجوه، هذا ما أسأله من أمتكم العظيمة التي عاملتني بالرفق والشفة».
لقد كانت مثل هذه الأحاديث لعرابي من منفاه، كفيلةً بهز صورته الوطنية الخالدة في وجدان المصريين، حتى إن الشاب الوطني الصاعد آنذاك، الزعيم مصطفى كامل، قد ناصبه عداءً صريحاً بعد عودته، وكذلك أمير الشعراء، أحمد شوقي، الذي هجاه إثر عودته من المنفى بقوله: «صغار في الذهاب وفى الإياب.. أهذا كل شأنك يا عرابي؟».
عاد عرابي من المنفي في 30 سبتمبر1901م، ليقيم مع أولاده بحي السيدة زينب، وبرغم أن معظم الأحداث تؤكد اعتزاله السياسة بعد عودته، إلا أن بعض الشائعات روجت لسعيه إقناع الإنجليز بتنصيبه ملكاً على مصر وبلاد العرب، محتجاً بنسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد أثارت تلك المطالبة الخديوي وأنصاره، مما عرضته لحملة إعلامية شعواء، تتقدمها جريدة اللواء والمجلة المصرية وأمير الشعراء أحمد شوقي.