جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أسرار 48 ساعة لزكريا محيي الدين كرئيس لمصر

الاثنين 24 سبتمبر 2012 | 04:20 صباحاً
القاهرة - آية صلاح الدين
1130
أسرار 48 ساعة لزكريا محيي الدين كرئيس لمصر

عقب إعلان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1967 نيته التنحي، إثر نكسة يونيو، تولى «زكريا محيي الدين»، أحد أبرز تنظيم الضباط الأحرار، رئاسة الجمهورية خلفاً له، ولكن لمدة لم تستمر إلا ليومين فقط، حيث امتثل ناصر لرغبة الجماهير وتراجع عن قراره، ولكن ما هو موقف محيي الدين نفسه من اختياره خلفاً لعبدالناصر؟؟

عبدالناصر فاجأ زكريا بقراره في خطاب التنحي حينما أعلن: «لقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيى الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية»، فأسرع إلي بيت عبدالناصر ووجده وسط بحر من البشر، التي تطالبه بعدم التنحي، هاتفةً: «ارفض ارفض يا زكريا.. عبدالناصر ميه ميه»، ومن شدة الحماس لمح الناس زكريا، فتصوروا أنه موافق وجاء يتسلم الرئاسة، فاتجهوا ناحيته وحاولوا الاعتداء عليه.

زكريا محيي الدين اعتذر عن قبول هذا المنصب وقام بصياغة بيان، سجله بصوته على جهاز التسجيل الخاص بخالد، أكبر أبناء الزعيم الراحل، لكن إذاعة هذا البيان تأخرت ساعات طويلة، حتى فجر اليوم التالي، ولم يكن البيان المذاع هو الأصلي، فقد أدخل عليه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بعض التعديلات.

هيكل في شهادته الشخصية عن لحظة التنحي، ذكر أن عبد الناصر أصدر توجيهاته لوزير الإعلام حينها، بعدم صدور أي بيانات لأحد من رجال الدولة دون عرضها على هيكل أولاً، وقد اتصل به محيي الدين معاتباً من إلقاء تبعة هذا المنصب الخطير أثناء الظرف الدقيق، كما أعد بياناً يقف فيه مع الجماهير، في رفض وجود بديل لعبد الناصر، وقد رفض زكريا اطلاع هيكل على هذا البيان ظناً منه أن الأخير قد يُعطل إعلانه، فقام بتوزيعه على الصحف بنفسه.

وسواء اتفقت الروايات أو اختلفت، فمن المتفق عليه بين من عاصروا تلك الفترة الحرجة، أن زكريا محيي الدين كان مصمماً على بقاء ناصر لاستكمال المسيرة، فهو نفسه لم يكن يتصور زعيماً لمصر غير ناصر.

جمال عبدالناصر وزكريا محي الدين
جمال عبدالناصر وزكريا محي الدين
زكريا محيي الدين