لماذا طالب جمال عبد الناصر بمحاكمة مصطفي محمود؟
يعد الدكتور مصطفي محمود من أبرز المفكرين المصريين، على الرغم من أن أفكاره كانت محل جدل كبير في مرحلة الستينيات، إلا أنه أعترف بأنه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته، مما يعد من باب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، يفتقر إليه الكثيرون.
الدكتور محمود تم اتهامه بالكفر في نهاية الستينيات بعد سلسلة من المقالات، وصدور كتابه«الله والإنسان» الذي تمت مصادرته وتقديمه بعدها للمحاكمة التي طلبها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بنفسه، باعتبارها قضية كفر، وقد اكتفت لجنة المحاكمة وقتها بمصادرة الكتاب دون حيثيات.
المفكر المصري الذي كاد عبدالناصر أن يحاكمه انقلب الوضع معه في عهد الرئيس أنور السادات الذي أبلغه إعجابه الكبير بالكتاب، وطلب منه طبعه مرة أخرى، ولكنه استبدل به كتاب«حوار مع صديقي الملحد» لتتوطد علاقته بالسادات وتدوم حتى وفاته.
الدكتور محمود رد على الرئيس السادات عندما طلبه ليكلفه بمهام وزارة من الوزارات بالاعتذار قائلاً:« أنا فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي زواجي، فقد كنت مطلقاً لمرتين، فأنا أرفض السلطة بكل أشكالها».