إشارة مرور تحقق أمنية كمال الطويل
الملحن العبقري الراحل كمال الطويل، إنه البوابة السحرية التي فتحت للمغمورين أبواب الشهرة على مصراعيها، فألحانه، رغم خروجها عن المألوف، كانت بمثابة جواز سفر مميز إلى الجمهور المصري والعربي، ألحان الطويل هي التي قدمت عبدالحليم حافظ إلى الجمهور بحق من خلال «على قد الشوق»، وهي التي قدمت نجاة الصغيرة بشكل مغاير لما عرفه بها الجماهير، بعد اعتيادها تقديم أغاني أم كلثوم، من خلال «اسهر وانشغل أنا».
ألحان الطويل، أعادت إنتاج مسار سعاد حسني الغنائي، فالطويل لم يتعامل معها كمطربة عادية مثل محمد الموجي ومنير مراد، إنما تعامل معها كحالة خاصة استثنائية، لذلك وجدنا معه سعاد حسني في «يا واد يا تقيل» و«الدنيا ربيع» و«دولا مين» و«بانو.. بانو» وغيرها، هذا التغير كان محض صدفة لم يرتب لها الاثنان.
الطويل التقى سعاد حينما تجاورت سيارتيهما بسبب الضوء الأحمر في إشارة مرور، فهما من سكان حي الزمالك، وبعد تبادل التحيات عبر النفاذتين، طلبت منه أن يلحن لها «يا واد يا تقيل»، بعد اعتذار منير مراد عنها في اللحظات الأخيرة، حيث شعرت سعاد فجأة بأن القدر أرسل لها الطويل في لقاء إشارة المرور، لعب الحظ الدور الأكبر فيها، فوجدت نفسها تقول بدون تفكير: «أريد لحناً يا أستاذ»، ورد عليها الطويل: «يا ريت»، واعتبر أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، ولكنه فوجئ في المساء باتصال تليفوني منها وصديق عمره صلاح جاهين مؤلف الأغنية، وتحقق لسعاد ما تمنت، وخرجت للجماهير بلحن مازالت الأجيال تردده حتى الآن.
فحقاً «رُب ضرة نافعة»..