علقة حريمي «بالقباقيب» لمحمد فوزي
الفنان الراحل والموسيقار سابق عصره، محمد فوزي، عانى كثيراً في حياته وتعرض للعديد من المواقف الصعبة، وذلك بسبب فقره وصعوبة الطريق الذي اختاره منذ صغره ليعلن فنه للجمهور، ولكن كل تلك المتاعب التي تعرض لها في بداياته، أصبحت فيما بعد ذكريات طريفة لديه، من ذلك أنه عندما كان طفلاً اتفق مع أحد متعهدي الحفلات بطنطا أن يغني في سرادق أقامه ذاك المتعهد بمناسبة مولد سيد البدوي.
ويبدو أن الشرطة علمت أن طفلاً سيغني في السرادق، وكان هذا ممنوع قانوناً. وقبل أن يبدأ محمد فوزي الغناء جاءه شرطي يدعوه للذهاب إلى قسم الشرطة بناء على طلب الضابط المناوب فرفض الذهاب وقال للشرطي بأسلوب الواثق من نفسه: «أرجو أن تقول لحضرة الضابط أن الجمهور ينتظرني للغناء، ومش عارف هنتهي من الغناء امتى وإذا كان عايزني يتفضل يقابلني هنا».
فانصرف الشرطي، وجاء دور فوزي بالغناء فصعد إلى المسرح، وبينما كان يغني حضرت دورية الشرطة وأغلقت السرادق، وأوقفت الغناء فيه، بسبب رفضه الذهاب لمقابلة الضابط، ولما علمت الفنانات اللواتي كان لهن فقرات في الحفل بإغلاق السرادق، بسبب ذلك المطرب الصغير، تجمعن حوله وانهلن ضرباً عليه بأحذيتهن الحادة ذات الكعوب العالية، القباقيب، وبقيت علامة «العلقة الساخنة» على وجه الموسيقار الراحل أياماً طويلة.