الكسندر صاروخان تجول في مصر بعدة قروش
رائد فن الكاريكاتير السياسي ونجمه الأشهر والأبرز على مدار أكثر من نصف قرن، «الكسندر راجوب صاروخان»، بدأ في روزاليوسف وتألق في آخر ساعة وأخبار اليوم، نفذ في حياته أكثر من 40 ألف عمل، ونشر رسومه في الكثير من الصحف المصرية والفرنسية والأرمينية، اخترع الكثير من الشخصيات الهزلية أشهرها شخصية «المصري أفندي»، التي عبر من خلالها عن معاناة المواطن المصري وكفاحه ضد الاحتلال الإنجليزي.
رائد الكاريكاتير حكى عن بداياته الأولى وقصة مجيئه إلى مصر قائلاً: «كانت نقطة التحول في حياتي يوم 15 مارس عام 1924، حينما سمعت عن مصر لأول مرة، فقد اقترح على زميلي المصري عبدالقادر الشناوي أن أسافر معه إلى مصر لأشاركه، بريشتي، في إصدار مجلة كاريكاتورية، ووعدني أن يدفع لي 15 جنيهاً كل شهر بخلاف مصروفات النوم والطعام.
وحينما وصلت الباخرة إلى مصر، كدت أطير من الفرح ابتهاجاً بوصولي، وأخذت أوزع ما تبقى في جيبي من نقود على خدم الباخرة، مطمئناً إلى أن عبدالقادر في انتظاري، ولكنى لم أجده على رصيف الميناء كما وعدني ! فسرت في شوارع الإسكندرية، وفى جيبي قروش قليلة أبحث بها عن حل لهذه المشكلة، وعن طريقة أعود بها إلى فيينا، وكان القدر رحيماً بي، فقد تعرفت على مدير شركة مانتشوف، وكان خالي مديراً عاماً لهذه الشركة في روسيا، وأقرضني الرجل ثلاثة جنيهات، وركبت القطار بالدرجة الثالثة واتجهت إلى القاهرة.
وفى القاهرة عثر عليّ صديقي عبد القادر ونقلني من الفندق إلى حجرة في منطقة فم الخليج، وأصدرت معه في سنة 1924 مجلة «الجريدة المصورة» ولكنها أغلقت أبوابها بعد صدور عددين منها، وبمساعدة بعض أفراد بلدتي «الأرمن» حصلت على وظيفة مدرس بالمدرسة الأهلية الأرمينية ببولاق براتب خمسة جنيهات في الشهر.