«بصلة» كشفت مراكب الشمس لكمال الملاخ.. صور

«عاش فرعوناً ومات ككل الذين دسوا رؤوسهم في المقابر الفرعونية‏،‏ لأول مرة منذ ألوف السنين، مات مثل مكتشفي مقبرة توت عنخ آمون، هوارد كارتر ولورد كارنرفون، «حُمي ورعشة وعرق وطفح جلدي يكوي كالنار ووحده، وفجأة».. هكذا نعى الكاتب الراحل أنيس منصور صديقه الصحفي والأثري والأديب المصري «كمال الملاخ».

مكتشف «مراكب الشمس»، لم يعزف على تلك السيمفونية فقط، بل له إنجازات تُذكر في ثالوث الكتابة والآثار والفن، من خلال ‏«من‏ ‏غير‏ ‏عنوان»‏ ‏‏بجريدة‏ ‏الأهرام،‏ ‏والتي‏ ‏ما‏ ‏زالت‏ ‏تحمل خطه‏ ‏الشهير حتى الآن‏،واكتشافه أول كوبري في التاريخ وحمام السباحة اليوناني، أما ضلعه الأخير فيشتمل على تأسيسه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وإدخاله‏ ‏فكرة‏ ‏إقامة‏ ‏مهرجانات دولية‏ ‏للسينما‏ ‏في‏ ‏مصر،‏ مثل مهرجانات ‏القاهرة‏ و‏الإسكندرية‏ ‏ ‏ ‏ ومهرجان أسوان الأفريقي السينمائي.

الملاخ، الذي وضعت صورته على غلاف مجلة التايم الأمريكية، بفضل أهم اكتشاف في تاريخه الأثري، يروي تلك اللحظات قائلاً: « أثناء العمل بالطريق الجنوبي للهرم الأكبر، كان أحد العمال يأكل وقتها، فقام «بدش» بصلة علي أحد الأحجار، التي رنت بدورها، فأدرك العمال أن هناك تجويفاً، وجاءني كبيرهم، ليخبرني أنهم عثروا علي «دبش»!! فاستطاعت تلك الكلمة البسيطة أن تتسلل إلي إحساسي وتفكيري، فقمت بفحصها وتأكدت أن هناك شيء ورائها، وأكملت البحث لنكتشف سوراً رديئاً، ثم أحجار جيرية تحته، فطرقنا أبواب الأحجار وحفرنا 180 متراً ورائها، عندما شاهدت شيئاً أسود لم أحدده، لكنيّ انتفضت واقفاً بعدها أصيح في كل من حولي «مركب.. دي مركب يا جماعة».

الملاخ آتى بعد ذلك بمرآة وعكس عليها أشعة الشمس ليري في الظلام «مراكب الشمس»‏، التي وصفها بدقة شديدة،‏ وفي نفس الوقت الذي استقبل فيه العالم هذا الخبر، عُوقب الملاخ من مصلحة الآثار ووزير التعليم وخُصِم منه عشرة أيام; لأنه أعلن عن الكشف دون إذن‏، وقد كانت تلك البداية فقد حاول البعض أن يهمش من دوره بحجة أنه لم يكن الأثري بل المهندس، ولكن من المؤكد أنه في تلك الفترة كان العمال يرفعون تقريرهم للمهندس لا الأثري.