يوسف وهبي الروميو.. فآجأه والد جولييت.. فماذا فعل؟
مع الذكرى الثلاثين لوفاة رائد المسرح العربي، يوسف بك وهبي، صاحب أشهر العبارات في المسرح الحديث «ياللهول» و«ما الدنيا إلا مسرحُ كبير».. وغيرها من العبارات التي ترجم بها وهبي المراحل التي سار عليها المسرح الحديث، يجب تذكر أن المقدمات دوماً ما تصنع النهايات، وإذا أصبح وهبي رائداً للمسرح العربي، فإن مقدماته ولاشك لابد أن تكون أيضاً رائدة.
وفي مذكراته « عشت ألف عام – مذكرات عميد المسرح المصري يوسف وهبي»، تحدث العميد عن هواية التمثيل وكيف اكتشفها بداخله، قائلاً: «في تلك الليلة ولدت فيّ هوايتي للتمثيل، عندما ذهبت مع أبي لرؤية العرض الأول لجوقة سليم قرادحي، ولم أنم قبل أن أعلق علي عمود في سريري ملاءة بدل الناموسية، تمثل ستار المسرح! ليلة لن أنساها، فقد غيرت مجري حياتي، وبعدها قررت جمع زملاء المدرسة في منزلنا الكبير الواقع علي شاطئ النيل، لنقلد ما شاهدناه.
وبعد سنتين وصلت إلي سوهاج، جوقة صغيرة باسم فرقة « التشخيص العربي»، بطلها ممثل ومطرب اسمه الشيخ أحمد الشامي ، وقدمت عدة مسرحيات منها: روميو وجولييت وشهداء الغرام، فتركت تقليد عطيل إلي تمثيل دور روميو العاشق، من دون أن أعرف الألف والباء عن العشق، ومرة أخري جمعت زملائي لتمثيل روميو وجولييت.
غمرتنا الفرحة وبدأنا نوزع الأدوار المسرحية، وبطبيعة الحال استأثرت بدور البطولة، أما دور جولييت فقد وزعناه على ابن أحد الأعيان، وكان من غلاة المتمسكين بالتقاليد وعتاة الرجعيين، وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في البروفات، أراد سوء الحظ أن يعرف والد الطالب، ممثل الفتاة جولييت، أن ابنه يقوم بدور أنثى، وهو من الذين يعتبرون فن التمثيل رجساً من عمل الشيطان، ففاجأنا الوالد ذات يوم ونحن مندمجون في مشهد غرامي، ودخل علينا وأنا أعانق جولييت، ابنه، فانهال بهراوته الضخمة على رأسه حتى فقد الولد وعيه، ثم سحبه مغمى عليه بدون أن يوجه كلمة إلينا!!».