من أجل أيُهن.. قطع فان جوخ أذنه؟
باع خلال حياته كلها لوحة واحدة فقط، ولكنها بدلاً من إسعاده، تسببت له في أزمة صحية وآخر كلماته التي دونها قبل انتحاره ذكر فيها «لكن ما الفائدة ؟»، بالطبع اتضحت الفائدة بعد مضي 25 عاماً على وفاة الرسام الهولندي «فان جوخ»، فلوحاته اليوم تعرض إلى جانب كبار مؤسسي الفن الحديث، ولكنه عانى في حياته الكثير من الأزمات المادية والنفسية.
«الفنان الذي قطع أرنبة أذنه اليمنى بالموس، وأهداها إلى امرأة مازحته يوماً بأنها تريد أن يهديها أذنه الصغيرة».. إنه الوصف الأشهر لجوخ، حيث طغت تلك الحادثة على عبقريته كفنان عاش حياته معذباً بمشاعره وأفكاره التي كان يحكمها التطرف غالباً، ولكن يبقى السؤال الأهم «من أجل أي امرأة؟!»، فحياته كانت رمزاً للتعطش الدائم للحب والبحث عنه، وكانت أمنية حياته كما قال: «كــل ما أتمناه: جنيه واحد كل شهر، وامرأة أحبها، ونصف دستة من الأطفال، ومائدة طعام دافئــــة محاطة بالأصدقاء تطل على حديقة صغيرة».
1) المرأة الأولى أحبها وهو في العشرين من عمره، حينما انتقل إلى لندن، واستأجر غرفة في منزل أرملة فرنسية تُدعى لوير، والتي تعيش مع ابنتها أورسولا، أحب الابنة سراً وعاش حياته في نسج الأحلام، وحينما كاشفها بحبه، خاب أمله لرفضها بسخرية وخشونة، وتمثلت الصدمة في أنه افترض منذ البداية وقبل عام بأنها تبادله الحب، ولكنه لم يخطر في بالها مطلقاً.
2) المرأة الثانية وهي إحدى قريباته، أرملة شابة تُدعى كي خوس، وتودد إليها من خلال التقرب من طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، وحينما صارحها بمشاعره، أفزعها إصراره مما دفعها للمغادرة والعودة إلى بيت عائلتها، ولم يتردد طويلاً في اللحاق بها إلى أمستردام، وحينما رفضت مقابلته وأمام إصرار والديها، قام بمشهد درامي إذ وضع يده على نار المصباح، وقال لهم بأنه سيتحدث معها في الزمن الذي يتيح له تحمل ألم الحرق فقط، إلا أنهما سارعا في إطفاء المصباح حيث وقع مغشياً عليه.
3) وفي لاهاي ارتبط بعلاقة عاطفية مع المرأة الثالثة، وهي إحدى فتيات الهوى، وحاول عبر علاقته بها تكريس مثله وقيمه في الحياة، من خلال مساعدتها وانتشالها من قاع المجتمع، وحمايتها بتقديم حياة كريمة لها ولأولادها وأمها العجوز المتطلبة، لكن علاقته بها لم تستمر طويلاً لمتطلبات العجوز المادية التي دفعت بابنتها لحياة الهوى مجدداً.