تفاصيل اغتيال خليل الوزير بـ70رصاصة
بعد 26 عاماً من اغتياله، اعترفت إسرائيل للمرة الأولى بمسؤوليتها عن اغتيال الرجل الثاني بحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، بعد رئيسها الراحل ياسر عرفات، وهو خليل الوزير، والمعروف بأبو جهاد، وذلك في قلب العاصمة التونسية عام 1988، بعد ثلاث محاولات فاشلة على مدار ثلاث سنوات.
الوزير، والشوكة القائمة في حلق الكيان الصهيوني، كمُنت خطورته في إيمانه العميق بالانتفاضة الفلسطينية، ودورها في تحرير البلاد، ولم يتخطى ذلك مجرد الإيمان الفكري، بل حققه على أرض الواقع، وكان بذلك أحد مهندسي الانتفاضة ومخططيها، فشكّل خطراً وجودياً لإسرائيل، ولم تفلح معه أي محاولات للاستقطاب أو الإخضاع، فكان الحل الأخير أمامهم هو «التصفية الجسدية».
قبل الاغتيال بليلة واحدة، تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من الموساد قرب ميناء قرطاجة التونسي، توجهوا مباشرة إلى منزل الوزير فقتلوا الحراس، ثم صعدوا إلى غرفة مكتبه.
زوجة الوزير، تصف مشهد الاغتيال، الذي لم تنساه أبداً، فبعد أن استسلم الجميع للنوم، ومكث زوجها في مكتبه يراجع تقارير المنظمة،سمعت صوته وهو ينتفض من مكانه، فأسرعت إليه تتفقده، حينما وجدته يصوب مسدسه تجاه شخصاً على بعد متر واحد منه، أشقر ويضع على وجهه قناعاً شبيه بقناع غرفة العمليات ولم يتكلم أبداً ، أطلق عليه أبو جهاد رصاصة واحدة من مسدسه، فرد عليه بمخزن كامل من الرصاص.
سقط أبو جهاد على الأرض، فذهب الأول وجاء رجل آخر ظنت أنه سيقتلها، ولكنه أفرغ رشاشه بجسد زوجها، ثم جاء الثالث وفعل نفس الشيء، كانت تضع يدها فوق رأسها ناطقة بالشهادتين، وهي تنتظر قتلها، وعندما جاء رابع ليفعل نفس الشيء، صرخت بأعلى صوتها:«بس»، لكنه لم يعبأ بكلامها وأفرغ رشاشه في جسده.
توجهوا جميعاً بعد ذلك نحو غرفة النوم، حيث ابنهما نضال البالغ من العمر سنتان ونصف، فشعرت بخوف شديد عليه، وبحركة عفوية حاولت أن تتحرك نحوه، لكن أحدهم هددها برشاشه كي لا تتحرك، سمعت بعدها زخات من الرصاص، فتيقنت أن نضال قد قُتل ولكنه كان يصرخ فاطمأنت أنه مازال بخير، وأخيراً غادر القتلة المنزل تاركين خلفهم حوالي سبعين رصاصة في جسد «أبو جهاد»!!