شرط رياض السنباطي للصلح مع أم كلثوم
يوماً ما حينما كان صبياً، وأراد أن يخفف عن والده عبء مصاريف تعليمه، فعمل «صبي منجد»، ولكن أباه علم بذلك ووبخه، وأعاده إلى الدراسة، واستمر في تسديد نفقات المدرس شعبان أفندي، الذي يدين له الصبي بالمهارة في العزف على العود، ليصبح بعد ذلك «رياض السنباطي».
والسنباطي، هو قامة من جيل العمالقة، أمثال زكريا أحمد، محمد القصبجي، محمد عبدالوهاب، أسمهان وفريد الأطرش، فهو آخر الكلاسيكيين المبدعين، والذي انطلق أوائل عام 1935 ليكتسح بألحانه مصر والوطن العربي بأسره، بلحنه الشعبي «على بلد المحبوب وديني»، لتصل مجمل أعماله ألف لحن، ولام كلثوم وحدها أكثر من مائتي لحن أي 282 أغنية وقصيدة، مابين رباعيات الخيام، يا ظالمني، هجرتك، جددت حبك ليه، لسه فاكر... وغيرهم من أروع ما شدت به كوكب الشرق.
ويبدو من عدد الألحان التي خصصها لأم كلثوم، مدى العلاقة الوثيقة التي جمعتهما فنياً، وشخصياً، ولكن كأي علاقة إنسانية، تمر بفترات صعود وهبوط، وحدثت القطيعة بينهما، والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات كاملة، بسبب اعتراضها على فقرة غنائية بأغنية «يا طول عذابي»، وطالبت بتغييرها بعد أنا قالت له صراحة أنها تكرار للقصبجي، فاستاء السنباطي ورفض تغيير المقطع وبادرها بالقطيعة.
تلك القطيعة حاولت ثومة أن تُنهيها بوساطة أحمد رامي، بجس نبض السنباطي إذا ما كان يقبل بتعاون فني جديد أم لا، ووافق السنباطي على ذلك بشرط أن تتصل هي بنفسها، وهو ما فعلته كوكب الشرق وعاد التعاون بينهما من جديد في رائعتهما «فاكر لما كنت جنبي».