الرجل الأول في حياة ليلى مراد.. من يكون؟
لم تكن جميلة ولا ذات قوام يشبه قوام الممثلات ولا حتى المطربات آنذاك، ومن ثم لم تكن ليلى مراد، لتنطلق انطلاقة ليلى فوزي أو كاميليا أو حتى أسمهان، ليلى الفتاة اليهودية، التي ولدت باسم «ليليان» بالقاهرة في 17 فبراير 1916، ورثت جمال أمها «جميلة سلومون» بولندية الأصل، وصوت أبيها «زكي مراد موردخاي» المطرب بجوقة سيد درويش.
ليليان عرفها الناس من صوتها عندما أقام لها والدها حفلاً غنائياً على مسرح القاهرة عام 1932 ، وحضره عدد كبير من الشخصيات الكبيرة منهم الشاعر الكبير أحمد شوقي والموسيقار محمد عبدالوهاب، وبعد أن سمعها عبدالوهاب أشاد بها وبصوتها، ومن هنا بدأت علاقتها بموسيقار الأجيال، الذي كان أول من فتح لها باب الشهرة والمجد.
ولكن المؤلف الكبير صالح مرسى، في كتابه «ليلى مراد»، ذهب بالعلاقة لما هو أبعد من مجرد الأستاذ مكتشف الموهبة، والتلميذة التي تستمع له بكل كيانها، فقد كان هو أول رجل دق قلب ليلى له، ولكن هذه العلاقة كانت من طرف واحد، ازدادت مع ترشيح عبدالوهاب لها لبطولة فيلم «يحيا الحب»، حيث باتت ليلى أسعد ليالي عمرها، لكنها لم تكن تعلم ما يخبئه لها المستقبل، وهو أن مخرج الفيلم محمد كريم لن يعجبه لا شكلها ولا قوامها النحيف.
وأعلنها صريحة قائلاً: «متنفعش تمثل»، وهى لم يكن يهمها التمثيل ولكن كل ما كان يدور في خلدها، هو هل يدق قلب عبد الوهاب بحبها كما يدق قلبها هى بحبه، فجلست أمامه مرتبكة، لم تكن آتية لتغني، بل جاءت مع أبيها من أجل شيء آخر، شيء قد لا يعرفه أحد سواها، وخرج محمد كريم ليكشفها صريحة: «ليلى مراد لا تصلح للتمثيل لأنها نحيفة»، ولكن عبد الوهاب كانت له سياسته الخاصة، سياسة التهدئة.
وبدأت معركة حامية الوطيس، كما يقول صالح مرسى، كانت كل أسلحة عبد الوهاب فيها، أنه ظل على موقفه هادئاً يقول كلمة أو كلمتين، ويترك المجال لمحمد كريم لكي يقول ما يريد، وغرقت ليلى لأذنيها في المخاوف والأحلام، حتى أفاقت على عبد الوهاب وهو يبتسم لها قائلاً: «مبروك يا مدموازيل ليلى، وإن شاء الله هاننجح نجاح عظيم»، وخرجت ليلى على موعد مع عبدالوهاب، وموعد مع النجومية والتميز.