جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

عبدالسلام النابلسي.. الارستقراطي الذي تكفل فريد الأطرش بجنازته

السبت 01 ديسمبر 2012 | 07:19 مساءً
القاهرة - Gololy
1640
عبدالسلام النابلسي.. الارستقراطي الذي تكفل فريد الأطرش بجنازته

«فن الإضحاك يعتمد على الناس أنفسهم».. كذلك كان يعتقد أسطورة الكوميديا، والذي استطاع أن يملأ مساحة فنية من الصعب أن يشغلها غيره، فعبدالسلام النابلسي لم يكن بالممثل الكوميدي الذي يتعمد إلقاء الأفيشات الضاحكة، يستجدي بها ضحكات الجمهور، لذلك أحبته الجماهير بمصر والعالم العربي كله، ولم تستهجن أسلوبه كأرستقراطي أو مدعي الارستقراطية، المتعالي على الطبقة الكادحة بخفة ظل نادرة الأداء، كما كان يظهر بأفلامه.

«مدعي الارستقراطية»، لم تكن نشأته كذلك بالطبع، بل انتمى إلى أسرة لبنانية متوسطة الحال، ولكنها هي من غرست فيه سمات الكبرياء والترفع، والتي صاحبته حتى وفاته، وحتى في أشد أزماته المالية، التي مر بها في آخر سنوات حياته، بعد أن أُعلن إفلاسه، وطاردته مصلحة الضرائب بمبالغ جُزافية، فلم يحتمل تلك الصدمة، ومواجهة نظرات الشفقة التي حاوطته من الجميع، فداهمته آلام المعدة بشدة، وازدادت معها آلام الكبرياء وهو يرى مزيداً من الحزن والشفقة، ولكن هذه المرة على مرضه.

«صديق البطل»، وأثناء تصويره فيلم «رحلة السعادة» بتونس، كانت صديقة كفاحه الفنانة اللبنانية صباح، ترافقه في التصوير باستمرار، وكانت تندهش من سماع صوت المياه منسابةً من حجرته دائماً، حتى عرفت السر وراء ذلك في أحد الأيام، فقد كان يُخفي بها أصوات توجعه، واستحلفها بألا تُخبر أحداً، حتى لا يتهرب منه المنتجون، ويستبعدوه من أفلامهم، بعد أن كان بمثابة الماء والهواء لمخرجي عصره.

«حلاق السيدات»، كان ينتظر أجلّه من لحظة لأخرى، لذلك كان يترك مفتاح غرفته بالخارج دائماً، حتى ازدادت حالته سوءاً، وامتنع عن الطعام والشراب قبل وفاته بأيام، إلى أن هاجمته إحدى النوبات بشدة ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى، وهنا تكتمل مأساة أخرى للنابلسي، حيث لم تتوفر مصاريف جنازته، وتكفل بها صديق عمره، الفنان فريد الأطرش، ولكن عن طريق شقيقه فؤاد، الذي كتم الأمر عن أخيه، حتى علم فريد من الصحف، وانهار مريضاً حزناً عليه.