جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مشنة سمك أنقذت فريد شوقي من الإنجليز

الثلاثاء 04 ديسمبر 2012 | 07:14 مساءً
القاهرة - Gololy
1257
مشنة سمك أنقذت فريد شوقي من الإنجليز

تبقى فترة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر من أصعب الفترات التي عاشتها مصر، حيث شهدت تأميم قناة السويس، ثم إعلان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، عدوان فرنسي-إنجليزي-إسرائيلي، واستعانت فيها القيادة المصرية بما سُمي وقتها بالحرب الشعبية، وإذا ما أراد الجيل الجديد تذكر تلك الملحمة، التي انتهت بهزيمة العدوان ومغادرته الأراضي المصرية، فلن يكون هناك أقوى من ملحمة «بورسعيد»، ذلك العمل السينمائي العبقري، الذي اشترك فيه نخبة كبيرة من نجوم مصر في حقبة الخمسينات، مثل: فريد شوقي، هدى سلطان، ليلى فوزي، شكري سرحان، زهرة العلا وغيرهم.

ولكن وراء تلك الملحمة، كما قال الفنان فريد شوقي  في مذكراته، مجهوداً عظيماً بذله فريق العمل،  ولنرجع إلى الوراء قليلاً: ففي ليلة من ليالي العدوان، جاء رجال من المخابرات المصرية إلى شوقي، وأخذوه إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي طلب منه أن يقوم بعمل فني يروي العدوان الثلاثي وخاصة على منطقة بورسعيد المصرية، وترصد المقاومة الشعبية هناك، وبرر وقتها ناصر اختياره لشوقي لأنه البطل الشعبي المحبوب الذي يحب الناس أن يشاهدوه، فقد أرادها رسالة واضحة إلى العالم، ليكسب به الرأي العام العالمي  كله ضد قوى الاستعمار.

ناصر أمر المشير عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع وقتها، بأن يُسهل لفريد وفريق العمل كل الصعاب التي من المؤكد أنهم سيواجهونها أثناء التصوير تحت نيران المدافع الحربية، وكانت الأزمة الكبرى في كيفية الوصول إلى بورسعيد تحت هذه النيران التي لا تتوقف، وعن ذلك يقول فريد: «ارتدينا ملابس الصيادين ووضعنا الكاميرا والمعدات الأخرى داخل «مشنات» السمك، وغطيناها بقطع من القماش واجتزنا بحيرة المنزلة، حتى وصلنا إلى نقطة التفتيش، وعشنا لحظات عصيبة جداً، عندما تقدم الجندي الإنجليزي ليفتشنا، ماذا سيحدث لو اكتشفوا هذه الكاميرا التي أخفيناها داخل المشنة، وأنهينا الفيلم وحقق نجاحاً عظيماً حتى في سوريا ولبنان»، وخرج الفيلم للنور بعد شهور من انتهاء العدوان وتحديداً عام 1957 واستطاع أن يحقق الهدف المرجو من ورائه، كأفضل ما يكون.

فريد شوقي وهدى سلطان
فريد شوقي وهدى سلطان
فريد شوقي