جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

نبوءة فنجان محمد عوض التي تحققت

الاربعاء 05 ديسمبر 2012 | 04:50 مساءً
القاهرة - Gololy
1373
نبوءة فنجان محمد عوض التي تحققت

من ينسى «أخو البنات».. إنه النجم الكوميدي محمد عوض، الذي ينتمي إلى مدرسة نجيب الريحاني، التي تمزج الكوميديا بالمواقف الإنسانية، ومن هنا أيضاً كانت بدايته، حيث بدأ العمل على مسرح الريحاني بعشرة جنيهات، وهنا كانت انطلاقته المسرحية، التي أهلته للعمل في فرقة «ساعة لقلبك» الإذاعية، ثم اندمج في بطولات سينمائية ثلاثية مع حسن يوسف ويوسف فخرالدين وأحمد رمزي، كان خلالها العامل المشترك مثل: آخر شقاوة وأصعب جواز والأصدقاء الثلاثة.

عوض، اشتهر داخل الوسط الفني ببراعته في قراءة الفنجان وفك طلاسمه وخطوطه، وكانت آراؤه فلسفية وروحية، بحكم دراسته للفلسفة، فكان يحيط جلسته في القراءة بطقوس روحية وفلسفية جميلة، تسعد الصحبة التي يجلس معها، وكان يرى أنها ليست مهنة غيبية تخضع لقوانين ثابتة، بل هي، على حد قوله، تحتاج إلى نوع من التركيز والقوة الروحية التي تجعل الإنسان البسيط يستنبط الأشياء وتجعله قادراً على توصيلها إلى عقل ووجدان من يستمع إليه.

لكن النجم الكوميدي، وللغرابة، لم يحاول ولو لمرة واحدة أن يقرأ الفنجان لنفسه حتى ولو على سبيل التسلية، لكن حالة مفاجئة من الضيق والحزن لم يعرف سببها، أجبرته على الاستعانة بأحد المحترفين في قراءة الفنجان، فجلس بين يدي الرجل الذي أمسك فنجانه، وراح يقلبه بين يديه وبدت ملامحه غامضة غير واضحة التعبير، وبعد فترة من الصمت أرهقت النجم الكبير، قال الرجل وهو بالكاد يرفع عينيه وينظر في وجهه: «سيستمر نجاحك وتألقك وستصيب الكثير من الشهرة والمال، لكن في الوقت نفسه سيكثر حسادك والذين يزعجهم نجاحك وهؤلاء سوف يستبد بهم حقدهم عليك فاحذرهم».

توقف الرجل عن الكلام وعاد لصمته، ثم قال: «خلاص فنجانك ليس فيه شيء آخر»، لكن عوض استشعر أن الرجل يُخفي عنه شيئاً مهماً، فطلب منه أن يكمل لأن إيمانه بالله قوي، ولن تزعجه أية نبوءة حتى ولو كانت قاسية أو سيئة، فأمسك الرجل بالفنجان مرة أخرى، وراح يقلبه بين أصابعه وقال له بثقة: «بقدر نجاحك ستجد المشاكل والمصاعب في طريقك، وستؤثر عليك جداً في حياتك وعملك، وستظل هذه المشاكل والمتاعب مصاحبة لك حتى نهاية عمرك»، فانقبض قلب عوض وفقد ابتسامته وإشراقة وجهه، واستشعر أن هناك صدقاً في كلام الرجل دلت عليه نبرة صوته وتعبيرات وجهه، وكان هذا اللقاء في السنوات الأولى من السبعينيات.

وهو ما تحقق بعد ذلك في بداية فترة الثمانينات، حيث شهد تراجعا فنياً ملحوظاً، بدخول موجة أخرى من الأفلام الكوميدية، والاستعانة بنجوم جُدد للصف الأول مثل: عادل إمام وسعيد صالح وغيرهم، بالإضافة إلى فشل فرقته المسرحية التي كونها بصعوبة، وخسارات مالية متلاحقة، أدت إلى تدهور حالته الصحية والنفسية، حتى كانت فترة التسعينيات التي قدم خلالها فيلمين ومسرحية واحدة، وتحققت نبوءة فنجانه كاملةً عندما سقط محمد عوض جثة هامدة عام 1997، بعد أن أفترسه المرض الخبيث، إثر معاناة دامت سبع سنوات دخل خلالها إلى المستشفى أكثر من مرّة.