جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مي زيادة.. لم تر جبران خليل جبران وصارحته بحبها بعد 12 عام

الجمعة 07 ديسمبر 2012 | 05:30 مساءً
القاهرة - Gololy
2100
مي زيادة.. لم تر جبران خليل جبران وصارحته بحبها بعد 12 عام

كانت فتاة غير عادية، عشقت الكتابة منذ الصغر، فأقبلت على التعليم وتفرغت للأدب، ولذلك ولدت شخصية ريادية أدبياً واجتماعياً، في بداية القرن العشرين، الزمن الذي لم يكن يعني كثيراً بالمرأة العربية، ولم يشجعها حتى على الخروج من المنزل وحدها، إلا أن «مي زيادة» لم تعبأ به كثيراً، وواصلت طريقها.

وبتشجيع من والدها فتحت مي بيتها في قاهرة المعز، لرجال الأدب، تحاورهم وتستمع إلى إبداعاتهم في صالونها الأسبوعي، جمعت به صفوة كتاب العصر وشعرائه، مثل: أحمد لطفي السيد، عباس العقاد، طه حسين، خليل مطران،... وغيرهم، وقد أحبها أغلبهم حباً روحياً، ألهم بعضهم روائع من كتاباته، ولكن مي لم يدق قلبها إلا لواحد فقط لم يكن معهم أبداً، كان «جبران خليل جبران» حبها الأبدي، الذي يسكن الولايات المتحدة الأمريكية، فتعذر اللقاء بينهما طوال حياتهما، ولكن الرؤية لم تكن لتمنعهم من انجراف عواطفهم وتبادل أحاديث الهوى عبر الرسائل البريدية، التي كانت بمقاييس عصرهم تأخذ وقتاً طويلاً.

حب مي بدأ عبر المراسلات الأدبية بينهما، وحينما أحست بأنها وقعت أسيرة لكلماته، فضلت الهروب، فالموانع كثيرة وصوت العقل يمنعها من علاقة عاطفية لا يعلم مداها إلا الله، وكانت تنقطع عن  مراسلته أشهراً طويلة، ثم تعود، ومع عودتها كانت تضطر لمعاودة الحوار مع ذاتها، لإقناعها بضرورة علاقتها مع جبران، فعاشت صراعاً دائماً مع الذات.

صراع مي النفسي استمر 12 عاماً، ليفوز حبها لجبران في النهاية، وأعلنتها  له صريحة في إحدى رسائلها «نعم أحبك»، وأوضحت له أن الورق هو الذي منحها الجرأة، وأنه لو كان يشاركها العيش في بلدها لما جرؤت على ذلك، لكن التصريح لم يجلب لها الراحة المرادة، كما ظنت، فلم يعرض عليها جبران الزواج، وعادت مرة أخرى إلى ترددها وتهربها خاصة بعد أن تقدم بها العمر، وصارعت عاطفتها القوية كبريائها وألحت عليها بالكتابة، خاصة بعد تدهور صحته، وكسبت العاطفة مجدداً.

بوفاة جبران، وجفاف نبع كلماته، التي كانت تحيا بها مي، تدهورت حالتها النفسية، وعدّت نفسها أرملته، التي لم تره ولو لمرة واحدة، وارتدت عليه السواد، ثم بدأت تشعر بعدم الرضى عن نفسها، واكتشفت أن قرارها بعدم الزواج لم يكن صائباً، وحاسبت نفسها بقسوة، وأحست بمدى الظلم الذي ألحقته بحياتها، حين تعلقت بكلمات جبران، ووهبت شبابها لحب سماوي لا علاقة له بالواقع وبطبيعة البشر. ‏