فريدة وفاروق الأول.. خطوبة سرية وزفاف أسطوري.. شاهد
زواجهما كان أسطورياً، لم تشهد مصر مثله منذ أجيال، وتجلت مظاهر الابتهاج على الشعب بمختلف طوائفه وطبقاته قبيل حفل عقد قرآن الملك فاروق والملكة فريدة، فقد عم السرور أنحاء القُطر وقصدت القاهرة وفود الأقاليم حتى امتلأت بهم الفنادق والدور والشوارع ، وسبق ذلك قصة حب خجولة بدأت من خلال الرحلة الملكية إلى أوروبا، حيث رافقت فريدة العائلة المالكة، وأتاحت لفاروق فرصة ذهبية للاطلاع على عروسه والإعجاب بها.
زفاف فريدة وفاروق، كان حدثاً جماهيرياً، ولكن الخطبة لم تُعرف تفاصيلها على الإطلاق، فقد أحاط فاروق، في بداية حكمه، حياته الخاصة بسياج سري، ومنع الاقتراب منها، فبعد عودته من الرحلة السعيدة، أبلغ فريدة أنه بصدد زيارتهم في سراي يوسف بك ذو الفقار والدها، وبالفعل قصد في سيارته سراي الفيلا، وكانت هي في استقباله، لأن والدها قد سافر إلى بورسعيد في طريقه إلى لبنان، وكانت زينب هانم والدتها في زيارة عائلية.
فريدة فاجأها سؤال من الملك الشاب، طالما تمنت أن تسمعها منه، حيث أخبرها ببساطة: «هل تقبليني زوجاً لك؟»، فأحنت فريدة رأسها خجلاً وقالت في صوت سعيد: «هذا شرف عظيم يا مولاي»، فدفعته فرحته إلى اصطحابها حيث كانت والدتها وأخبراها بما كان بينهما، فطفرت من عين الأم دمعة الفرح، وقالت لجلالته: «تلك نعمة من الله وشرف كبير».
والدة فريدة، أرسلت برقية إلى زوجها في بورسعيد، طلبت فيها أن يلغي سفره إلى لبنان، ويُعجل بالحضور إلى الإسكندرية، فقد طلب فاروق أن يظل أمر الخطبة سراً بينهما هو والعروس ووالدتها، حتى يفاتح والد العروس
وكان أن عاد يوسف بك ذو الفقار إلى الإسكندرية ليقابله الملك الخطيب ويطلب يد كريمته فريدة، ثم أُعلنت الخطبة رسمياً، وقدم فاروق لخطيبته خاتم الخطبة، الذي كان الملك فؤاد الأول، والد فاروق، قد قدمه للملكة الأم نازلي.
