حمدي غيث.. أبعدته السينما عن الغناء.. ومات قبل أن يحقق أمنيته
على الرغم من ميلاده عام 1924 بمحافظة الشرقية، إلا أنه بدأ كصعيدي في «صراع في الوادي» بشخصية سليم، فالفنان حمدي غيث والذي يُعد من جيل رواد معهد التمثيل، مع فريد شوقي وفاتن حمامة، درس على أيدي بعض الأساتذة الذين شاركوه أعمالاً تالية.
ريتشارد قلب الأسد، كان سيتجه للغناء لما يتمتع به من صوت جهوري، وبالفعل استمع له نجوم التلحين وقتها مثل: محمود الشريف ورياض السنباطي وعلي إسماعيل، الذين أقروا بإجادته لأغان يُطلق عليها موتيفات، ولكن مشروعه الغنائي توقف بعد احترافه السينما، وقد ظلت تلك الموهبة مصاحبة له، ونادراً ما كان يخرجها في أمسيات عائلية أو مع أصدقائه المقربين.
أبرز أعمال حمدي غيث السينمائية كانت مع الرواد مثل زكي طليمات في «الناصر صلاح الدين»، وعبدالوارث عسر في «صراع في الوادي» مع عمر الشريف وفاتن حمامة، وهو نفس الدور الذي رشحه بعد ذلك لأكثر من عشرين عملاً سينمائياً، كان أبرزهم «الرسالة» مع شقيقه عبدالله غيث، «الدخيل» مع ليلى فوزي وصلاح قابيل وغيرهم، كما قدم للتليفزيون عدداً من الأعمال المميزة مثل: «زيزينيا»، «المال والبنون»، «بوابة الحلواني».
وبالرغم من علامات حمدي غيث المميزة في السينما المصرية، إلا أن انتماءه الأول كان للمسرح، فحصوله على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم دبلوم معهد التمثيل بامتياز وكونه الأول على دفعته، رشّحه لمنحة دراسية في باريس لاستكمال دراسته المسرحية، ولم تكن المرة الأخيرة التي يذهب فيها إلى فرنسا، فقد سافر أكثر من مرة للدراسة، وعاد ليخرج روائعه المسرحية مثل: «مأساة جميلة»، «راسبوتين»، «أرض النفاق»، «ست البنات»، ثم عمل أستاذاً بأكاديمية الفنون، وكان من مؤسسي مسرح الأقاليم عندما تولى الإشراف على مؤسسة الثقافة الجماهيرية، كما أُسند إليه منصب نقيب الممثلين لأكثر من دورة.
«شمشون الفنانين» هكذا وصفه زملاؤه لشدته في تنفيذ لوائح النقابة، كأول نقيب للممثلين يطّبق لائحة النقابة علي المتعاملين في الوسط التمثيلي، حيث كون وقتها ما يعرف بمحاكم التفتيش علي الأعمال الفنية، والتي كانت مهمتها إحالة أي فنان لا يحمل تصريحاً من النقابة إلي النيابة للتحقيق.
الفنان الذي رحل عن عالمنا عام 2006، عاني من أزمات نفسية حادة بعد رحيل شقيقه الفنان عبد الله غيث عام 1993 وخضع للعلاج النفسي لفترة طويلة.
غيث كان يعتز كثيراً بدوره في إثراء المسرح القومي، وكانت إحدى أمنيات عمره تقديم مسرحية «الحسين شهيداً» لعبدالرحمن الشرقاوي قبل وفاته، وقد نافسه علي تلك الرغبة الفنان الراحل كرم مطاوع الذي فاز بالعرض.