مقلب في زفاف فطين عبدالوهاب أفسد عليه شهر العسل
«تصحيح أوضاع المرأة المصرية» كان الشغل الشاغل للمخرج الراحل فطين عبدالوهاب، حيث ناقشها في العديد من أفلامه ليقينه التام أن مجتمعنا لن يحقق أية نهضة إلا إذا استقامت أوضاعها ونالت نصيبها الجاد من الحرية، لذلك لن نتعجب إذا ما عرفنا أنه ومنذ بدايته مع عالم الإخراج السينمائي، قدم «زوج الأربعة» مع مديحة يسري وكمال الشناوي عام 1950، كأول تجربة في السيناريو والإخراج، عالج خلاله تعدد الزوجات وعوامل استقرار الحياة الأسرية.
مخرج «زوج الأربعة» تزوج بالفعل أربع مرات، من الفنانة هاجر حمدي، والقيثارة ليلى مراد، وأنجب منها ابنه المخرج زكي، والفنانة تحية كاريوكا، أما الرابعة فكانت من خارج الوسط الفني وكانت شقيقة الفنانة نجلاء فتحي وتدعى منيرة، وتبلغ من العمر 24 عاماً، وذلك قبل وفاته بعام وتحديداً في نوفمبر 1971.
ففي حفل عائلي ضم عدداً محدوداً من العاملين بالسينما، تم عقد قران فطين ومنيرة، وشهدا عليه الفنانان رشدي أباظة وأحمد رمزي، اللذان أصرا على الحضور ومشاركة المخرج الكبير فرحته بهذه المناسبة السعيدة، ولكن فرحتهم كانت أكبر خاصة وأن الزفاف تم بعد شفائه من مرض مفاجئ، أجبره على ملازمة الفراش لمدة أسابيع طويلة، بناء على أوامر الأطباء، فقد طالبه الأطباء بالتزام الراحة حتى لا تتدهور حالته الصحية، ورضخ لتعليماتهم كاملةً ولم يتم تحديد موعد الزواج، إلا بعد أن اطمئن الأطباء على استقرار حالته الصحية.
نجلاء فتحي، شقيقة العروس، ظهرت في النصف الأول من الحفل، وهى متجهمة بشدة، فقد اكتشفت أن السيارة التي اشترتها قبل الزفاف بأيام قليلة، لم تكن بالمواصفات التي كانت تريدها، واعتبرتها «مقلب» رغم أنها مرسيدس سبور، مما أفسد حالتها المزاجية، ولكن رشدي أباظة لم يتركها تستسلم لتلك الحالة، فقام بمداعبتها بطريقته الخاصة قائلاً: «تعيشي وتخدي غيرها»، أما رمزي فخفف عنها بقوله: «قوليلنا بس مين اللى عمل فيكى المقلب ده وإحنا نخرب لك بيته وبيت أبوه كمان»، وهكذا راح الجميع يخفف عنها حتى بدأت تنسجم مع الحضور.
عدم انسجام نجلاء لم يعُد بالخير على العروسين، حيث اشترطت على العريس ألا يتجاوز شهر العسل ثلاثة أيام، قائلةً: «مش مسموح غير بثلاثة أيام عسل بس يا عم فطين، أوعى تنسى عندنا شغل مهم، لازم نسافر ونخلصه الأسبوع الجاي، ولازم أرجع بعده علشان فيه فيلم تاني لازم أخلصه بسرعة مع الراجل اللى واقف هناك ده، وأشارت بأصبعها نحو رشدى أباظة»، أما الفيلم الأول الذي قصدته فهو «رحلة لذيذة» مع حسن يوسف، والثاني كان «ثم تشرق الشمس».
فطين عبدالوهاب، الذي ولد عام 1913، قام بكتابة السيناريو والحوار لأكثر من ستة أفلام شهيرة مثل: «نهارك سعيد» مع منير مراد وعبدالسلام النابلسي عام 1955، «إسماعيل يس في البوليس» عام 1956، ولكن شهرته كمخرج فاقت شهرته كسيناريست، حيث أخرج أكثر من ستين عملاً مثل: «ابن حميدو» عام 1957، «إشاعة حب» عام 1960، «عائلة زيزي» عام 1963، «أرض النفاق» عام 1968، «أضواء المدينة» عام 1972 .... وغيرهم.