جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

بيرم التونسي.. صاحب «الخازوق» الذي عاش في المنفى

السبت 05 يناير 2013 | 06:01 مساءً
القاهرة - Gololy
1037
بيرم التونسي.. صاحب «الخازوق» الذي عاش في المنفى

بالرغم من جنسيته التونسية إلا أنه كان مصرياً جداً، ولد في الإسكندرية عام 1893 وعاش طفولته في حي شعبي يُدعى السيالة، والذي كان الملهم الأول لأزجاله وأشعاره الجريئة التي عُرف بها دوماً بيرم التونسي الشاعر الأكثر جرأة الذي عرفه الوطن العربي، وتغنى بكلماته عمالقة الطرب في عصره مثل أم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان.

شاعر الأزجال والذي بقيت تونسيته في انتسابه لجده من أبيه فقط، لم يكمل تعليمه في كُتاب الشيخ جادالله، بسبب قسوته المفرطة وعندما التحق بالمعهد الديني بمسجد أبي العباس، توفى والده فلم يجد مفراً من العمل في دكانه لبيع الصفائح، وفي نفس الوقت استكمال تعليمه ذاتياً، بعدما شغف كثيراً بالأدب والشعر، فاستطاع في سن صغير أن ينافس كبار الشعراء.

قصيدة زجلية هجا بها المجلس المحلي وضرائبه المرتفعة، هي التي أدخلته إلى عالم الأدب الجماهيري فأصدر مجلة «المسلة» عام 1919، وهاجم من خلال قصائده الملك فؤاد وزوجته، مما أدى إلى إغلاقها، ولكنه لم ييأس فأصدر أخرى تُدعى «الخازوق» وبسبب هجومه المتزايد على القصر الملكي، لم يتم إغلاقها فقط بل ونفيه إلى تونس عام 1923.

الأديب المصري عاش حياته منفياً، فمن تونس إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء مرسيليا لمدة سنتين، ثم عاد إلى مصر بجواز سفر مزور، ليتم ترحيله مجدداً إلى فرنسا، ويعمل في شركة للصناعات الكيماوية تفصله بعد ذلك بسبب مرضه، ورغم تلك الظروف إلا أنه لم ينقطع عن أشعاره وأزجاله، حتى عاد إلى مصر عام 1932 وقبول الملك فاروق التماسه للعفو عنه، فاستأنف نشاطه الأدبي بمجلة أخبار اليوم والجمهورية والمصري وغيرهم، ولكن تحت مراقبة وحصار فكري.

مصرية بيرم كان لابد أن تتوج بحصوله على الجنسية المصرية وجائزة الدولة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1960، وذلك قبل وفاته في 5 يناير عام 1961، بعد معاناة طويلة مع مرض الربو، تاركاً ما يقرب من 40 عملاً من أشهرهم: أعوذ بالله، بخمسين قرش، بدنجان، ظلموني الناس، النشال، شوفي لنا بنت حلال، الواسطة لسه شغالة، المجلس المحلي، عزرائيل.... وغيرهم.